احمد نعيم الطائي
كل مرة تستوقفني بدهشة تصريحات بعض السياسيين العراقيين الذين يؤكدون ويصرون فيها على ان الهجمات الارهابية التي تطال العراقيين وممتلكاتهم العامة والخاصة يرجع سببها الى عدم التوافق والاتفاق بينهم وبين كتل سياسية اخرى او بينهم وبين الحكومة ، واخرون ذهب الى ابعد من ذلك حيث حمل التناحر الكردي العربي او الكردي التركماني سبب حدوث تلك الهجمات ، لاسيما في المناطق التي يسميها البعض بالمتنازع عليها.
هنا نتسأل هل من المعقول ان هؤلاء السياسيون لايعرفون منهجية المخططات الارهابية التي تصعد من اعمالها بشكل اكبر في حالات التوافق والاستقرار الامني التي يمكن ان يشهدها العراق ، اكثر ما تستهدف حالات عدم التوافق والاختلاف بين القوى السياسية المتناحرة على السلطة ، لان هدفها هو تعطيل العملية السياسية واحداث الفتن الطائفية والقومية ، والاستفادة من حالات الارباك السياسي ، وحالات التفكك والاختلاف هو هدف استراتيجي للاجندات الخارجية المعادية للعراق، التي من المؤسف تنفذ كما هو واضح بايدي عراقية، فضلا عن سعي ادارة الحرب الاميركية في العراق ومراكزها البحثية في خلق الازمات المتوالية لابقاء العراق تحت خط السيطرة من خلال الوقوف خلف الكثير من الاعمال التي يمكن ان تصنف بالارهابية واحداث الازمات السياسية والاقتصادية المفتعلة بالاتفاق مع شخوص عراقية يمثلون قوى سياسية لعبت وتعلب منذ ظهورها على المسرح السياسي ادوار مزدوجة ذات صور مختلفة ومشوشة تتغير مع كفة ميزان القوى التي يمكن ان تحقق لها ديمومتها ومصالحها .
في متابعة وتحليل دقيق لعدد كبير من تلك التسجيلات الصوتية والمرئية لمسؤولين عراقيين في الغالب هم معارضون بسبب عدم حصولهم على مكاسب شخصية اوحزبية اكبر، حيث تتفق تصريحاتهم المختلفة على ان الازمات السياسية وحتى الاختلاف على المقاعد الوزارية او البرلمانية او المكاسب الحزبية اوالشخصية ، هي السبب وراء الاعمال الارهابية؟ وهذا امر يدعونا لمسائلة هؤلاء السياسين وجهاتهم باعتبارهم وبحسب تصريحاتهم الصحفية ان خلافاتهم وعدم تحقيق مطالبيهم هي سبب الاعمال الارهابية التي تطال الابرياء من العراقيين. من المنطقي ان نستنتج ان اصحاب تلك التصريحات والجهات التي ينتمون اليها هي من تقوم بصناعة او دعم هذه الهجمات الارهابية ، وألا بماذا نفسر تزامن كثرة هذه التصريحات من هذا النوع مع تصاعد تلك الهجمات من اجل تبريرها في كل ازمة سياسية ،حيث يلقون بالائمة على تلك الازمات في حدوث هذه الهجمات، اي معنى اكثر دقة " لولا حدوث هذه الازمات ما حدثت تلك الهجمات؟" .
ومن اجل بناء صحافة استقصائية تراقب المسؤول وتشخص مكامن الخلل والتجاوز على حرمة الدم العراقي ، نطالب كل الاحرار من العراقيين لاطلاق حملة وطنية وانسانية ضد هذه التصريحات وتحميل اصحابها مسؤولية ما يحدث من اعمال ارهابية تطال العراقيين ومقدراتهم.
https://telegram.me/buratha