المقالات

وهل يصح الا الصحيح؟

828 15:21:00 2011-09-30

عبدالله الجيزاني

اي تشكيل او جماعة تبنى من خلال فكرة يعتقد بها شخص او عدد من الاشخاص يعتقدون ان فيها علاج لخلل ما،ومن الطبيعي ان التشكيلات الكبرى والتي تمتلك عنصر الاستمرار تبدا هرميا من الاسفل الى الاعلى اي تبدأ بعدد قليل ثم تأخذ بالاتساع،ويزداد انصارها والمؤمنين بها،وهذا ماعليه حال الاديان السماوية التي ابتدأت بشخص حامل الرسالة واتسعت رويدا رويدا،وايضا بنفس الوقت يتشكل اعداء لهذه الفكرة او التشكيل بنفس وقت تشكل انصارها والمؤمنين بها، ويبدا الصراع بين هاتين الجبهتين،لكن النتيجة لايصح الا الصحيح،ونحن في العراق اليوم تتصارع في ساحتنا مجموعة من القوى منها الاصيل ومنها الطارىء على الساحة،وطبعا الطارىء الفرد او الكيان او كلاهما،وعندما ننظر الى مكونات الساحة السياسية،ونستعرض كل كيان نجد ان هناك كيانات او جدتها الصدفه ،لذا تراها كل يوم في شأن تاره ترفض الوضع الجديد واخرى تؤيده،مرة تتفق مع طرف وتعادي واخرى وفي يوم اخر تعكس هذه العلاقة،وتتسم كل تحالفاتها بعدم الثبات،بل لايمكن ان يؤمن لها احد سواء في موقف او اتفاق،وهذا ناتج من كون هذه الكيانات اوجدتها الصدفه او الرغبة في امر ما،من قبيل اجتماع عدد من الاشخاص والاتفاق على انشاء كيان،ولعبت اوضاع البلد مع بداية سقوط النظام دور كبير في خدمة البعض ليتحول من لاشيء الى رمز،ويصبح رقم في سياسيي البلد وهذا الحال ينطبق على اشخاص بنوا انفسهم على انقاض كيانات،سحقها الزمن وذابت ولم يتبقى منها الا اطلال اسس عليها البعض شيء استطاع ان ينموا ليكون كيان،لعبت الظروف دور كبير في اخذ دور ما في العمل السياسي في الساحة العراقية،لكن يتميز هؤلاء كما اسلفنا بالانية في كل عملهم السياسي فلا اسس ولامبادىء،ولااتفاقات ولا تحالفات،فهم مع مصالحهم الحزبية والشخصية،ومن ينظر من الاعلى للساحة العراقية يميز بسهولة بين الكيانات الفكرية الاصيله وبين الطارئه ،والمحتل دعم بصورة او بأخرى مثل هذه الكيانات الوليده لسهولة الحصول على تأييد لمواقفه منها،حيث يمكنه ان يستميلها بمنصب او باي مكسب،ومن هذا يستطيع المتابع ان يفهم اسباب التراجع في المشروع الوطني ونمو المشروع الامريكي في العراق، على خلاف الكيانات الاصيلة التي تتسم مواقفها بالثبات والاصالة لكونها كيانات اسست على ارضية مبدئية لها اهداف ستراتيجية واهداف انيه، ولديها خارطة طريق للوصول الى تلك الاهداف،لذا لايمكن لها ان تتنازل عن ثوابتها ولاعلى خطوات الطريق التي توصلها الى اهدافها،وهي ايضا تحمل المشروع الوطني الحلم الذي دفع له الشعب العراقي التضحيات منذ اكثر من خمسين سنه منذ الخمسينيات الى يومنا هذا،وعنما نتتبع العملية السياسية التي ابتدأت بعد سقوط نظام البعث الصدامي الى الان نستطيع نستدل بسهولة على ان الكيانات الاصيلة هي التي قادت العملية السياسية،واستطاعت ان تحقق منجزات كبرى في طريق تثبيت المشروع الوطني من اجراء الانتخابات الى كتابة الدستور،الى تشكيل حكومات استندت الى صناديق الاقتراع،وايضا وئد المعادلة الظالمة التي حكمت العراق طيلة عقود من الزمن وهي حكم الاقلية،ولما لاحظ المحتل ان مشروعه المدعوم من الاقليم العربي وبقايا النظام السابق والتكفيريين،في طريقه الى الانهياربذل كل امكاناته وامكانات حلفائه لغرض تغيير مواقع القوة في الساحة السياسية العراقية،فعمل بصورة او بأخرى الى اعادة البعثيين وبقايا النظام والطائفيين ليكونوا ممثلي للمكون السني في العراق بدل المؤمنين بالمشروع الوطني والعراق الجديد،وايضا دعم كيانات طارئه او ضعيفة لتكون ممثلة للاغلبية في الساحة العراقية،وعملية تشكيل الحكومة العراقية الحالية فيها الكثير من الاستدلالات على مانقول،حيث كان الرئيس العراقي في المرحلة السابقة هو الذي يدير عملية تشكيل الحكومة،ويكون بيضة القبان فيها،والى جانبه المجلس الاسلامي الاعلى كممثل لكل المهمشين في زمن النظام السابق ومن جميع الطوائف،لكن لاحظنا ان كلا الطرفين لم يسمح لهما بأخذ دورهما الحقيقي الذي تحققت على يده نجاحات كبيرة في المرحلة السابقة،وبالعودة الى الاصيل والطارىء،نعتقد ونجزم وبالادلة ان تيار شهيد المحراب وممثلي الكورد في الحزبين الديمقراطي والوطني اكثر التيارات في الساحة السياسية العراقية اصالة وثبات مع تفاوت اكيد في المبادىء والاهداف،ومن يتتبع مسيرة وتاريخ تيار شهيد المحراب يجد سهولة كبيرة في الاستدلال على اصالة هذا التيار فكريا وعقائديا،ويلاحظ ان هذا التيار منذ انطلق الى الان لم يغير في استراتيجيته واهدافة،ربما غير في اليات عمله بدون ان تمس جوهر توجهاته ،وهذه مزاوجه قد تصعب كثيرا على معظم التشكيلات اما في الساحة العراقية فهي مهمة مستحيلة لدى الاخرين لافتقاد الكثيرين لاصالة المبدء ورجاحة الفكر،لذا ترى استخدام اسلوب الخداع مع الجماهير والخطاب الرنان والفقاعات الاعلامية ووصل الحال بالبعض الى تجهيل الناس ومنع كل محاولة لازاحة الاغطية عن العيون كي لاتتلمس الحقيقة فتنفض من حولهم،لكن الاكيد في النتيجة لايصح الا الصحيح....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2011-10-02
استاذي وصديقي واخي العزيز ابو احمد الجيزاني جزاك الله كل خير واحسنت وعاش قلمك خصوصا فيما يخص تيار شهيد المحراب ، دمت سالما استاذنا الكريم عبدالله الجيزاني قاسم بلشان التميمي
عبدالله الجيزاني
2011-10-02
الاخت الفاضلة زهراء،الصحيح يتم عندما نكون نحن صحيح،نختار صحيح ونتكلم صحيح،ووو صحيح،العراق فيه مشكلة قد تكون متوارثه اننا جميعا ننتقد دون ان نسال انفسنا،ماذا قدمنا نحن،واليوم الاحتلال لديه مشروع وهناك مشروع وطني في الاول كراسي وامتيازات وفي الثاني تضحية،لذا وجدنا الاقدام تهرول خلف الاول وتتمنى الثاني وعلى طريقة(الصلاة خلف علي اتم والاكل مع معاوية ادسم) متى شخصنا اصحاب المشروع الوطني بدقة بعيدا عن استصحاب امراض التحزب عندها ثقي سيصح الصحيج
زهراء محمد
2011-09-30
هناك من تراه في مواعظ وله حظور في المناسبات الدينية ؟! ويحلف بالمقدسات وهو سارق وقاتل ومرتشي ومغتصب لبيوت اناسها هجروا وقتل ابنائهم ...وفوق هذا وذاك والقانون يحميهم والدين اغمض عينيه؟؟ لذلك لااعتقد ان الصحيح سوف يطبق على ارض العراق ابدا.. ربما بعد مئة سنه على تقدير انا! عندما يصابون بالتخمة من الحرام.. وايضا اشك في ذلك.....
زهراء محمد
2011-09-30
تحية طيبة..نحن ننتظر سنين واعوام وقبلنا كان من ينتظر وربما اجيالبعدنا تنتظر تلك المقولة ان تطبق علي ارض الواقع..وهو(لايصح الا الصحيح) لكن متى يتحقق ذاك الصحيح في العراق؟؟ اشو الحرام هو الماشي في العراق؟؟ والحلال مداس وراح بالرجلين.. اذن متى يأتي الصحيح يااخ جيزاني؟؟.الذي اعرفه من قراتي لقصة نبي اللّه داود(ع) صبر ثلاثون عام..انا صبرت اكثر من خمسة وثلاثين سنه ولحد الان لم يأتي ذاك الصحيح! انا اقوله لكم لماذا الصحيح لم ياتي؟لان القلوب اعمتها المادة وقتلت في داخلها الانسانية انستها الدين والحقوق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك