المقالات

خلاف دائم واحباط متواصل

800 00:03:00 2011-10-01

احمد عبد الرحمن

منذ تشكيل الحكومة بعد مخاضات عسيرة امتدت تسعة شهور، وحتى الان، من السهل جدا ان يلمس المتابع للمشهد العراقي العام ومن اية زاوية كانت ان مجمل المشاكل والازمات، ومختلف القضايا الخلافية العالقة لم تجد طريقها الى الحل او حتى الى الحلحلة، وبدلا من ذلك فأن الملاحظ طيلة الشهور التسعة المنصرمة ان مساحات التشنج والاحتقان وتزعزع الثقة بين الشركاء السياسيين كانت تتسع على حساب مساحات التفاهم والتوافق والانسجام التي راحت تتقلص وتنحسر شيئا فشيئا.في داخل مفاصل السلطة التنفيذية تبرز التناقضات والتقاطعات في المواقف والتوجهات حول قضايا محورية ومهمة وخطيرة، وفي داخل السلطة التشريعية -الرقابية تتجاوز الخلافات والاختلافات المستويات والحدود الطبيعية في بعض الاحيان لتؤدي الى تعطيل الدور الحقيقي المطلوب للبرلمان، وبين السلطتين وان كانت هناك ادوار ومهام مختلفة وفي ذات الوقت مكملة لبعضها البعض وفق الدستور، فأن التجاذبات غالبا ما نحت منحى حزبيا ضيقا.ولاتختلف الاجواء والمناخات في اطر الحكومات المحلية بالمحافظات وفي علاقاتها مع المركز، ناهيك عن التأزم والتصعيد المتواصل بين بعض الكتل السياسية الرئيسية.وازاء كل ذلك وما ينتج عنه من تبعات واثار ونتائج سلبية على الاصعدة الامنية والخدمية والحياتية والاقتصادية والنفسية والمعنوية، يقف المواطن العراقي متحيرا ومحبطا ومستاء لانه في النهاية الطرف الخاسر ، او الطرف الاكثر خسارة مما يجري.وفي وقت مبكر اكد العقلاء والحكماء واصحاب النظرة الموضوعية والافق الواسع، ان الحل ممكن ومتاح ومتيسر.. ويتمثل بالحوار البناء والايجابي والصريح، على اسس وطنية. ومثل هذا الحوار الذي لم يتحقق حتى الان يمكن من خلاله تشخيص نقاط ومواضع الضعف والقصور والخلل، والفصل والتمييز بين المصالح الوطنية العامة والمصالح الحزبية والفئوية الخاصة. ومن ثم تحديد الاولويات على ضوء واقع البلد واحتياجات ومتطلبات ابنائه لا وفق اجندات وحسابات هذا الطرف او ذاك.والعمل في هذا الاطار من الطبيعي ان يوفر الارضيات المناسبة لتفعيل وتكريس مفهوم الشراكة الوطنية الحقيقية واخراجه من دائرة الشعارات والمزايدات الى ميدان الفعل الحقيقي المنتج.ولعل التجربة- او التجارب-السابقة اثبتت ان منهج الاقصاء والتهميش والتزاحم والتدافع والتنصل من الاتفاقيات، والالتفاف على الدستور يعود على الجميع بأسوأ النتائج، ومن الخطأ افتراض انه فيه طرفا رابحا والاخر خاسر. اذا لم يعاد النظر في منهج التعاطي مع القضايا الخطيرة والمهمة موضع البحث والنقاش، والاحتكام الى الثوابت والمباديء الوطنية وتغليب مصلحة الشعب على مصلحة الحزب والمكون، فأن حلولا ومعالجات جذرية وحقيقية لن تبصر النور ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك