المقالات

من النخيب الى الكفل ولعبة الأيادي القذرة

1377 10:14:00 2011-10-01

همام عبد الحسين الكرخي

لاتجد هناك من أبناء الشعب العراقي من يحب هذا التصعيد الخطير الذي حصل بين أدارات الحكومات المحلية في بعض المحافظات العراقية خصوصاً بعد تداعيات جريمة النخيب المؤلمة التي نفذها مجموعة من المجرمين القتلة الذين لايمتون للشعب العراقي بأية صلة ،والذي كان هدفهم مكشوفاً ومعروفاً،وهو إيقاع الفتنة الطائفية بين المحافظتين المتجاورتين وخلط الأوراق مرةً أخرى في الساحة العراقية !إلا أن فأل الإرهابيين قد خاب وأندحر مخططهم الشرير ،لأن الشعب العراقي الأصيل مع التهدئة ،حيث انه يعلم أن تبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية قد يثير الشارع ويعيد البلد الى المربع الأول وهذا الأمر لايكون في مصلحة العملية السياسية ولافي مصلحة البلد بشكل عام ، ويعتقد الكثيرون من أبناء العراق أن الحوار الهادئ والحوار الحقيقي البناء بين ا لمكونات السياسية وخصوصاً بين الكتلتين الكبيرتين هو الذي يوصل البلد الى نتيجة حقيقية وملموسة تصب في مصلحة الجميع ،ورغم التشاؤم الذي يصيب بعض القائلين بأن بعد كل هذه لتصريحات النارية هل هناك مجال للحوا ر في ظل هذه الأجواء المشحونة بالاتهامات التي بلغت أقصى درجاتها نقول: نعم هناك مجال كبير وواسع للحوار لاانه الطريق السالم والأصلح لتفادي سقوط العملية السياسية برمتها وإذا سقطت العملية السياسية في العراق فأن الهيكل سيقع على رؤوس الجميع ،وان المشاكل لاتحل عن طريق التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة ،ولكن المشاكل تحل باللقاءات المباشرة والحوار الهادئ مع الشعور العام بالمسؤولية الوطنية وما تمثله حياة وصير الناس السياسيين وربما عندها يصل الجميع إلى حل حقيقي لجميع المشاكل والأزمات .. وقد بدأفي الاونه الأخيرة ونتيجة لبروز الاختلافات والانشقاقات الكبيرة في العملية السياسية من يعتقد أن هناك يداً خفية تتلاعب بمصير العراق وشعبه المغلوب على أمره ،وان هذه اليد القذرة هي التي تتحكم باتجاهاته وحركاته وفق الوجهة التي تريد وليس مايريده الشعب العراقي المظلوم .وأن هذه اليد هي من تضع الأرقام وتحرك الأزمات وتدير اللعبة الخبيثة وتنتقل من مرحلة الى أخرى بدقة متناهية واضعة لمخططاتها ونشاطاتها كل الامكانات والمستلزمات الضرورية !وان هذه الجهات تعمل على وجود الأزمات مستعينة بوجود التناقضات على الساحة السياسية العراقية، ويساعدها بكل أمتياز الضعف والتراجع والانحلال وعدم الشعور بجسامة المسؤولية لدى الأطراف المشاركة في العملية السياسية والمؤتمنة من قبل الغالبية العظمى من أ بناء الشعب العراقي.وكيف لا وهؤلاء من يحرك كل هذا الخراب في العراق وهم رؤوس الفتنة والتآمر السياسي والشعب العراقي يرى يومياً مسلسل التلاعب من هؤلاء المجرمين الذين بأيديهم مفاتيح الخزائن المحملة بكل الحقد والغدر والجريمة ، ولديهم أقفال الأسرار ،ونحن لانحسن حتى استخدام المفاتيح هذه إذا كنا حقاً جادون للحصول عليها والإمساك بها ولو كان الأمر سقوط بالحس الوطني الحقيقي وبالإيثار والتعالي على الجراح وبكظم الغيظ ونظم الأنفس وحسن معالجة الأزمات المصنعة لنا تصنيعاً،ولو كان الأمر كله بيد أهل الخبرة والحل لما وصلنا الى ماوصلنا أليه اليوم نحن نعلم بأن لهذه الجرائم الاخيره في النخيب والكفل أسباب أهمها الجفاء والخلافات العميقة بين حلفاء الأمس والأخوة الأعداء اليوم ،وبروز ال(أنا) والفردية الحزبية الضيقة وهؤلاء كان يجب آن يكون أمرهم بأيديهم أمراًواحداً متراصاً مهما كانت المتغيرات والصعاب والمشاكل ، وقد تحققت أهداف أصحاب الأيادي القذرة ونجحوا في دس الفتنة بين جميع الأطراف ووصلوا الى غاياتهم الدنيئة ومرروا مؤامراتهم ،وان هؤلاء الحاقدين لايهمهم الوطن وأهله فأي رمية في أي أتجاه هي مثل سهم مروان بن الحكم الذي كان يطلقه بكل الاتجاهات في معركة الجمل حينما ألتحم الجيشان فقيل له :ألا تتيقن من رميتك فقال:أينما أصابت فهو الفتح !!فهؤلاء يريدون الدمار في كل أرض العراق ولايهمهم إذا وقع الخراب والموت على رؤوس هؤلاء ...فمادام هؤلاء الضحايا من العراقيين فهو الفتح والنصر عند اولئك القتلة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك