همام عبد الحسين الكرخي
لاتجد هناك من أبناء الشعب العراقي من يحب هذا التصعيد الخطير الذي حصل بين أدارات الحكومات المحلية في بعض المحافظات العراقية خصوصاً بعد تداعيات جريمة النخيب المؤلمة التي نفذها مجموعة من المجرمين القتلة الذين لايمتون للشعب العراقي بأية صلة ،والذي كان هدفهم مكشوفاً ومعروفاً،وهو إيقاع الفتنة الطائفية بين المحافظتين المتجاورتين وخلط الأوراق مرةً أخرى في الساحة العراقية !إلا أن فأل الإرهابيين قد خاب وأندحر مخططهم الشرير ،لأن الشعب العراقي الأصيل مع التهدئة ،حيث انه يعلم أن تبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية قد يثير الشارع ويعيد البلد الى المربع الأول وهذا الأمر لايكون في مصلحة العملية السياسية ولافي مصلحة البلد بشكل عام ، ويعتقد الكثيرون من أبناء العراق أن الحوار الهادئ والحوار الحقيقي البناء بين ا لمكونات السياسية وخصوصاً بين الكتلتين الكبيرتين هو الذي يوصل البلد الى نتيجة حقيقية وملموسة تصب في مصلحة الجميع ،ورغم التشاؤم الذي يصيب بعض القائلين بأن بعد كل هذه لتصريحات النارية هل هناك مجال للحوا ر في ظل هذه الأجواء المشحونة بالاتهامات التي بلغت أقصى درجاتها نقول: نعم هناك مجال كبير وواسع للحوار لاانه الطريق السالم والأصلح لتفادي سقوط العملية السياسية برمتها وإذا سقطت العملية السياسية في العراق فأن الهيكل سيقع على رؤوس الجميع ،وان المشاكل لاتحل عن طريق التراشق الإعلامي والاتهامات المتبادلة ،ولكن المشاكل تحل باللقاءات المباشرة والحوار الهادئ مع الشعور العام بالمسؤولية الوطنية وما تمثله حياة وصير الناس السياسيين وربما عندها يصل الجميع إلى حل حقيقي لجميع المشاكل والأزمات .. وقد بدأفي الاونه الأخيرة ونتيجة لبروز الاختلافات والانشقاقات الكبيرة في العملية السياسية من يعتقد أن هناك يداً خفية تتلاعب بمصير العراق وشعبه المغلوب على أمره ،وان هذه اليد القذرة هي التي تتحكم باتجاهاته وحركاته وفق الوجهة التي تريد وليس مايريده الشعب العراقي المظلوم .وأن هذه اليد هي من تضع الأرقام وتحرك الأزمات وتدير اللعبة الخبيثة وتنتقل من مرحلة الى أخرى بدقة متناهية واضعة لمخططاتها ونشاطاتها كل الامكانات والمستلزمات الضرورية !وان هذه الجهات تعمل على وجود الأزمات مستعينة بوجود التناقضات على الساحة السياسية العراقية، ويساعدها بكل أمتياز الضعف والتراجع والانحلال وعدم الشعور بجسامة المسؤولية لدى الأطراف المشاركة في العملية السياسية والمؤتمنة من قبل الغالبية العظمى من أ بناء الشعب العراقي.وكيف لا وهؤلاء من يحرك كل هذا الخراب في العراق وهم رؤوس الفتنة والتآمر السياسي والشعب العراقي يرى يومياً مسلسل التلاعب من هؤلاء المجرمين الذين بأيديهم مفاتيح الخزائن المحملة بكل الحقد والغدر والجريمة ، ولديهم أقفال الأسرار ،ونحن لانحسن حتى استخدام المفاتيح هذه إذا كنا حقاً جادون للحصول عليها والإمساك بها ولو كان الأمر سقوط بالحس الوطني الحقيقي وبالإيثار والتعالي على الجراح وبكظم الغيظ ونظم الأنفس وحسن معالجة الأزمات المصنعة لنا تصنيعاً،ولو كان الأمر كله بيد أهل الخبرة والحل لما وصلنا الى ماوصلنا أليه اليوم نحن نعلم بأن لهذه الجرائم الاخيره في النخيب والكفل أسباب أهمها الجفاء والخلافات العميقة بين حلفاء الأمس والأخوة الأعداء اليوم ،وبروز ال(أنا) والفردية الحزبية الضيقة وهؤلاء كان يجب آن يكون أمرهم بأيديهم أمراًواحداً متراصاً مهما كانت المتغيرات والصعاب والمشاكل ، وقد تحققت أهداف أصحاب الأيادي القذرة ونجحوا في دس الفتنة بين جميع الأطراف ووصلوا الى غاياتهم الدنيئة ومرروا مؤامراتهم ،وان هؤلاء الحاقدين لايهمهم الوطن وأهله فأي رمية في أي أتجاه هي مثل سهم مروان بن الحكم الذي كان يطلقه بكل الاتجاهات في معركة الجمل حينما ألتحم الجيشان فقيل له :ألا تتيقن من رميتك فقال:أينما أصابت فهو الفتح !!فهؤلاء يريدون الدمار في كل أرض العراق ولايهمهم إذا وقع الخراب والموت على رؤوس هؤلاء ...فمادام هؤلاء الضحايا من العراقيين فهو الفتح والنصر عند اولئك القتلة ...
https://telegram.me/buratha