هاني اللوزي
توجد في بغداد والمحافظات الأخرى العشرات من الخلايا النائمة المزودة بالمتفجرات والسيارات المفخخة والأموال وهذه الخلايا تضم عناصر خرجت من سجن بوكا وغيرها وهي مستعدة للقيام بمختلف العمليات الخطيرة قد تصل الى إعادة سيناريوهات الحرب الطائفية التي حصلت قبل أربعة أعوام فهي مستعدة لو أرادت ان تفجر الأضرحة والمراقد المقدسة وبأمكانها ان تنصب الكمائن على الطرقات الخارجية وتقتل المارين بها من السنة والشيعة وتعيد الذكريات الأليمة من جديد . هذه العناصر الخطيرة لا توجد هناك أية جدية او اهتمام واضح وحقيقي بمحاربتها فرئيس الجمهورية جلال الطالباني لا يوقع المراسيم الجمهورية بإعدام عناصر الإرهاب لسبب يصفه بالأخلاقي ونائب الرئيس طارق الهاشمي يقيس الأمور من ميزان طائفي فهو يحسبها من جهة كون المعدومين من الطائفة السنية فقط أما تورطهم في جرائم القتل والإرهاب فلا يأخذه بنظر الاعتبار حتى وان اعترف الإرهابيون أمامه باشتراكهم في جرائم القتل فهو قد اقسم بشاربه بإطلاق سراح الإرهابيين من السجون وان تورطوا فعلا بجرائم القتل فما يهم الهاشمي فعلا ان يعود هؤلاء الى الشارع من جديد ليضعفوا الشيعة وليبقى الوضع متوترا على الدوام . ومع عدم تنفيذ الإحكام يعود هؤلاء إلى السجون ليرتبوا أوضاعهم فيها ,حيث مدراء السجون والحراس الفاسدون الذين يعقدون معهم الصفقات لترتيب عمليات الهروب ,حيث خطط الهروب الذكية التي تمكنهم من الهرب بسهولة ,حيث تنتظرهم عند الخارج سيارات مدنية سريعة مجهزة بباجات حكومية ,فضلا عن ملابس عسكرية تحمل رتبا مختلفة تحسبا لتفتيشها من قبل نقاط التفتيش . هؤلاء الإرهابيون النائمون سيعودون الى أوكارهم السرية من جديد وسيحشون مسدساتهم الكاتمة للصوت من جديد وسيتجولون في شوارع العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات يطلقون الرصاص على القضاة والأطباء والموظفين الكبار والصغار في الدولة يزرعون الرعب والخوف والموت في شوارعها وسط رد فعل امني سلبي وضعيف . لا نفهم السر وراء عجز الحكومة التي تملك أكثر من نصف مليون جندي وعشرات الأجهزة الأمنية المدربة والمحترفة عن مكافحتها ولماذا تنتظر الحكومة وقوع أحداث إرهابية خطيرة جدا قد تعصف باستقرار البلاد لكي تتحرك ولماذا يجامل أعضاء البرلمان المنتخبين من قبل الشعب رئيس الجمهورية ونائبه على تعطيل المراسيم وعدم استدعائهم الى البرلمان ومحاسبتهم وسحب الثقة منهم . لماذا دمائنا رخيصة الى هذا الحد المثير للخجل والالم ,حين نسمح لبضعة عشرات من المجرمين ان يعيثوا في بلادنا فسادا وقتلا ونسمح لعرابيهم من بعض السياسيين بدعمهم والدفاع عنهم وإخراجهم من السجون عند الحاجة وإعادتهم الى الشارع من جديد . بقاء الخلايا النائمة وعدم كشفها أمر مقصود ومتعمد ومن عدة جهات سياسية بضمنها اعضاء البرلمان الذين يلتزمون الصمت أمام هذا المستوى من الجرائم الخطيرة التي تكاد تعصف بأمن البلاد واستقرارها . بالأمس وقبل عدة ايام ألقى ارهابيون بمنشورات تطلب من اتبع ال البيت (ع) مغادرة احد الأحياء السكنية في العاصمة بغداد تطلب منهم الرحيل ولكي تحول تهديداتها الى شيء جدي قامت بإلقاء رمانات يدوية على منازل بعضهم طالبة منهم الرحيل فعلا مما جعل بعض العائلات تغادر من جديد خوفا على أرواحهم بينما لم يكن رد فعل الحكومة سوى رد فعل بطيء ومضحك يقوم على اعادوة وضع الحواجز الكونكريتية في المنطقة ووضع سياؤة مسلحة بالقرب من المنطقة اما اعتقال المتورطين بهذا العمل والقاء القبض عليهم فلم يحصل حتى هذه اللحظة رغم علمها بوجودهم ومعرفتها بأماكنهم . عدم كشف الخلايا السرية النائمة يعني استمرار الأوضاع الأمنية الخطيرة وتدهورها في اية لحظة وقد نجد انفسنا في النهاية امام سيناريو عام 2006 الطائفي من جديد وعندها لن يفيد الندم بنا بأي شيء .
https://telegram.me/buratha