خضير العواد
عندما تريد أن تعطي رأيك في كل حدث يجب أن تحلل ذلك الحدث من ناحية الاسباب التي أدت لحدوثه ومن هو الداعم له ومن هو المستفيد منه وكذلك الطرق المستعملة لتحقيق النتائج , من خلال ذلك سوف نحصل على الرأي القريب من الحقيقة التي يبحث عنها مريديها .الشعب البحريني ثار ضد حكومته من كثرت التهميش الذي عانا منه لعشرات السنين , بسبب محاولة الحكومة تغير هوية هذا الشعب العربي الآبي الذي لا يقبل الضيم , فقامت حكومة البحرين بجلب المواطنين من جميع الدول وليس هناك تفاضل بينهم المهم أن يكون مشابه لمذهب المتسلطين على حكم البحرين , فيأتي الباكستاني وغيره من الجنسيات الأخرى التي جلبتها الحكومة فيأخذ حقوق الدرجة الأولى للمواطنة , فيتوظف في أهم المراكز وأكثرها حساسة والمواطن البحريني ينبذ ويبعد من هذه الوظائف لا لجرم أو خطيئة فقط لكونه يتبع أهل البيت عليهم السلام في التعبّد التي كفلته جميع قوانين المعمورة إلا في البحرين والدول المحيطة بها وفي مقدمتهم السعودية , فيعذب الشعب البحريني ويظلم ويبعد من البلد ويلقى في السجون فقط لكونه يطالب بحقوقه المسلوبة , أما ولائه للوطن فلا غبار عليه فهو وطني أكثر من الملك وعائلته لأنه بحريني أباً عن جد فيعشق البحرين حتى الموت , جميع حكومات الدول التي تحيط به تبغضه ولا تريد له الحياة الكريمة لأنه علويّ الهوى وحسيني الإباء , يبغض الشعب البحريني كل من يعادي الشعوب العربية ويغتصب حقوقهم وفي مقدمتها أسرائيل وأمريكا ومن يساندهم , لهذا أنفجر الغضب البحريني ضد الظلم والتهميش مطالباً بحقوقه كأي أنسان أخر في هذه المعمورة عندما تسلب منه الحقوق بل هي عملية غريزية تقوم بها كل الكائنات لكي تطالب بالحياة الكريمة ,فلم يدعم هذه الثورة أي نظام عربي وحتى الشعوب العربية كان لها موقفاً مخجلاً من ثورة الشعب العربي في البحرين , وأما الدول الغربية وأمريكا فقد غلّقت عيونها وأصمت آذانها أتجاه ما يجري في البحرين ,وقد همش الإعلام العالمي والعربي هذه الثورة ولم يذكرها بشئ إلا ليسئ إليها عدا بعض الفضائيات التي تكافح في سبيل إظهار الحقائق للعالم , بل تعدى الأمر كل الثوابت الدولية في قضية الثورة البحرينية فقد أرسلت المملكة العربية السعودية والأمارات والأردن جيوشها لكي يوقفوا الثورة بالبحرين بالقوة أتجاه شعب أعزل من كل شئ سوى إرادته الوطنية وشجاعته النادرة في المطالبة بحقوقه المشروعة ,فشعاره أخوان سنة و شيعة وهذا الوطن منبيعه رافعاً أعلامه الوطنية بيد والقرآن باليد الأخرى فهذه أخوة الوطن وهذا إخوة الإسلام فلا هذه حمته من بطش الجيوش الغازية ولا القرآن حماه من كراهية الطائفية البغيضة , فهذه ثورة البحرين فأين هي كلمة الحق التي يجب أن نصرخ بها أمام كل الجائرين لكي نفوز بأعظم الجهاد عند الله . أما الوضع في سوريا فمغاير تماماً , فالطائفية معدومة الى درجة الصفر فالكل سواسية بالحقوق والواجبات , لأن الحكم هناك علماني ويعتمد على نظرية القومية العربية , وبسبب ذلك أصبحت سوريا ملجئاً لكل الأحراروالثوار في العالم العربي الذين هربوا من حكوماتهم الجائرة فالمعارضة العراقية بكل فصائلها الأسلامية والعلمانية القومية والأممية كالحزب الشوعي كانت هناك بالإضافة للمعارضة الأريتيرية واليمنية والخليجية وغيرها كثير ولم يُقال للعربي يوماً إنك لست في بلدك أو يفرق بالمعاملة , فقط أنت عربي تعيش بكرامة في سوريا , النظام يعتمد في حكمه على سياسة الحزب الواحد وهذه حال الدول العربية قاطبةً فتغير هذه الفكرة ليس بألأمر السهل لذا يجب على الجميع التعاون في إرساء أسس الديمقراطية وهذا ما أعترفت فيه الحكومة السورية علناً, موقف الحكومة من القضايا العربية موقف قوي ورصين وهذه هي الأن تدفع ضريبة موقفها الداعم بكل معنى الكلمة للقضية الفلسطينية والتنظيمات العربية الثورية التي تريد تحريرها , لقد دعم الحراك الشعبي في سوريا جميع دول العالم وفي مقدمتها إسرائيل وأمريكا والسعودية العربية وقد تنقل السفير الأمريكي بنفسه في المدن لكي يحرك الشعب العربي السوري وهذا لم يشهده العالم من قبل فأي وقاحة تصل بسفير دولة ينزل الى الشارع لكي يحاول تغير حكومة ذلك البلد وقد فعل هذا الفعل أيضاً السفير الفرنسي , وقد رفدت السعودية وحدها ملايين الدولارات من أجل تغير الحكم في سوريا وقد أكدت هذا الدعم الصحف الأسرائيلية نفسها بالإضافة للدعم الأعلامي الذي لم تشهده أي ثورة في العالم العربي بل أصبحت التغطية ألاعلامية على مدار الساعة , وقد أثبت الأعلام الغربي على عدم سلمية هذا التحرك بل في كثير من الأحيان يصبح دموي من كثرت الاسلحة التي تهرب الى سوريا من لبنان والاردن والعراق وتركيا , لم تستعن الحكومة السورية على شعبها بأي جيش من جيوش دول الجوار بل جميع الدول موقفها مضاد للحكم في سوريا وهذه المرة الوحيدة التي تجتمع فيها الحكومات العربية التي تضطهد شعوبها بكل قسوة على مناصرة الشعب السوري من أجل تغير حكومته , وقد حاولت هذه الحكومات رفع شعار الطائفية في هذا البلد أيضاً وهذا ديدنهم في كل مرة لكي تحرك ذوي العقول السوداوية التي لاتعرف من الدين إلا التكفير والقتل وتطويل اللحا وتقصير الثوب , فهذا هو الموقف في سوريا جميع الدول التي لا تريد الخير للشعوب العربية تساند الشعب في تغير حكومته المناهضة لكل مخططاتهم في المنطقة الى حكومة تقبل بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ومطيعة لمؤامرات السعودية وأذنابها , والشعب يريد التغير الى حياة أفضل وهذا مطلب أنساني يجب أن يتعاون الجميع في تحقيقه من أجل إخراج سوريا شعباً وحكومةً من محنته وهو صامد كاليوم امام الأنظمة المتخلفة المناهضة لحقوق الشعوب العربية كأسرائيل والمملكة العربية السعودية وأمريكا وجميع الحكومات المنطوية تحت خيمتها الدموية.
https://telegram.me/buratha