المقالات

ايام الفساد...

715 17:04:00 2011-10-02

احمد عبد الرحمن

لايكاد يمر يوم من الايام الا ونقرأ او نسمع ارقاما وحقائق عن حالات فساد اداري ومالي في مؤسسات الدولة تتسبب في هدر اموالا طائلة من خزئنة الدولة والممتلكات العامة.وبأستمرار نسمع من يقول ان الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة يفوق في خطره خطر الارهاب، ومثل هذا القول صحيح الى حد كبير، ان لم يكن صحيحا بالكامل.فأذا كانت اثار ونتائج ومعطيات الارهاب تبرز واضحة وجلية بصورة دموية واجرامية بشعة، حيث تتمثل بدماء تراق، وارواح تزهق، ومبان تدمر، واموال وممتلكات تخرب، فأن اثار ونتائج ومعطيات الفساد الاداري والمالي لاتظهر بنفس الدرجة من الوضوح، بل قد تبقى لفترة طويلة من الزمن غير ماثلة للعيان وبعيدة عن دائرة الرصد والتشخيص، فضلا عن المعالجة، وهو ما يعني تراكم الاثار والنتائج الكارثية لها.وخلال الاعوام الثمانية الماضية التي اعقبت الاطاحة بنظام صدام، فأن المليارات من اموال البلاد راحت الى جيوب وارصدة المفسدين، وعدد غير قليل منهم اشخاصا تبوأوا مواقع عليا في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، ولانه لاوازع اخلاقي ولا ديني لديهم، ولارقابة وقوانين صارمة تخضعهم للمحاسبة والمساءلة فأنهم لم يتورعوا عن النهب والسلب.وكل ذلك انعكس على الواقع الحياتي للملايين من ابناء الشعب العراقي، فعدم توفر الطاقة الكهربائية، والمياه الصالحة للشرب، والمدارس، وانتشار البطالة في صفوف اعداد هائلة من اصحاب الشهادات والكفاءات، وتفشي العوز والفقر والحرمان في اوساط وشرائح اجتماعية كثيرة، وازمة السكن، كل ذلك وغيره من نتائج ومعطيات عمليات السلب والنهب المنظمة التي جرت وتجري بطرق ووسائل مختلفة.وجزء كبير من العمليات الارهابية تقع نتيجة تفشي تلك الافة، التي من خلالها يسهل اختراق دوائر ومؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والادارية، واستدراج ذوي النفوس الضعيفة، لقتل الناس الابرياء، وتخريب وتدمير كل مظاهر ومعالم الحياة الطبيعية للناس.ان النجاح الحقيقي على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية لايمكن له ان يكتمل وان يتبلور وينعكس على الواقع العام للبلاد الا من خلال تصدي الدولة بكل مؤسساتها لافة الفساد الاداري والمالي في اي مكان وموضع كان لها وجود، وتجاه اي شخص مهما كان موقعه او وظيفته، اذ ينبغي الا تكون هناك حصانة لاي مؤسسة ولا لاي شخص في هذا الجانب.ومجلس النواب العراقي، بأعتباره الجهة الرقابية الاعلى هو مسؤول مسؤولية حقيقية عن التصدي لتلك الظاهرة والافة الخطيرة، والحكومة هي الاخرى معنية، اذا ارادت بالفعل ان تتقدم الى الامام وتعالج الاخطاء والسلبيات وان تعزز النجاحات والمكاسب المتحققة سياسيا وامنيا واقتصاديا، وكذلك السلطة القضائية التي يقع على عاتقها التعاطي مع جرائم سرقة المال العام والتجاوز عليه، بطريقة حازمة بعيدا عن التسييس والمحاباة لهذا الطرف او ذاك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
غيور لا غير
2011-10-02
من المبكي ان لا نرى الدور الرقابي لمجلس النواب لا بمطالبات مركزه ومتكرره لملاحقة سراق الشعب المحتضنين والرغالين عند جيران السوء ولا عن المرتشين الخونه في مختلف مفاصل الدوله ومعقدي أتفه معاملات المواطنين؟؟ ولا عن عدم التوقيع لاستئصال أنجاس المجرمين والقوادين والذباحين والمصدرين لتكفير المؤمنين وتفجيرهم فهل نبشر هؤلاء الدنس الجزارين بسلامتهم ولا علاقة لنا بالضحايا وحقوقهم الشخصية التي لا يمكن لأي أحد مهما رأى نفسه كبيرا أن يتغاضى نيابة عنهم؟ فمتى نرى ممثليناالغيارى يؤدواالامانة للشعب طراكاملا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك