علي حسين غلام
يلهمني الشجن الفيلي المتأصل في تأريخ إمة يولد الفيلي غريباً في وطنه ومعه كفن الشهادة أو قيوداً وأغلالا، وأمتعة الرحيل تحملها أوراق هوية تصادر بجرة قلم، يلهمني هذا الشجن حتى في الوقت الحاضر رغم توقف صخب الإعتقالات وهدوء ضجيج إصوات الأبناء خلف القضبان ونحيب الثكالى وبكاء الأطفال اليتامى وسكون أنين التهجير الى عوالم القهر والضجر، يلهمني الصبر الفيلي الجميل على عاتيات الأيام والمحن ولتلك القصص والروايات التي هزت مشاعر الإنسانية وضمائر الأمم لوقائع وأحداث فاقت الخيال ومفاهيم مظلومية تفرد الفيلي بها عن العالم، يلهمني الصمت الفيلي المذهول ساعة سقوط الصنم وأقنعة الجلادين يصدق عينيه ويكذب عقله ثملاً يصحو من حلم فك القدر طلاسمه، ليلبس ثوب فرح مترهل يعزف على عود تقطعت أوتاره إلا وتر الوطن، ينشد أنشودة (أنا الفيلي روحي فداء هذا الوطن ... بالرغم أنه قد باعني بأبخس الثمن... وتركني وحيداً تتلاعبني المحن ... سأموت فيه وأحيا في جنته عدن)، يلهمني الهدوء والسكون الفيلي وسعة الصدر وطول البال على أخوة وشركاء درب ودعاة حقوق تركوه في بداية الطريق ونسوه في منتصفه دون مواساة وطعنوه في نهايتة عند مفترق الطرق ورموه جريحاً يضمد جراحه بتراب الوطن رغم ذلك لا مكان في قلبه للحقد والحسد، يلهمني صدق وأمانة الفيلي حتى في حالك سواد الأيام وضنك العيش وضياع الحق وإنتشار الباطل وضيق الحال والمال وحتى في الزمن الذي أصبحت خيانة الأمانة شطارة ونقض الوعود أصبح المعهود، يلهمني نقاء وصفاء فطرة الفيلي وبقاءه على العقيدة ولو تنوعت مشارب وينابيع فكره ورؤاه وتعددت ميولاته وأتجاهاته وحتى سلوكه وتحمله المصائب والويلات جراءها ولم يتبرأ منها ولم يخلع ثوبها وقد خُلع ثياب، يلهمني وطنية الفيلي وتمسكه وتشبثه بالوطن و ترخيص النفس قربان فداء له والمال يبذله سخاء في سبيله ويصب العرق دماً لبناءه وأزدهاره ويصارع الغربة والشتات ويدافع عنه بإيمان مفعم بالود والحنان ولا يتأخر لحظة في تلبية نداء الوطن في كل الملمات وما يعصف به من محن، يلهمني سفر تاريخ الفيلي المجيد المملوء بالقيم الإنسانية النبيلة والمبادئ الفاضلة ورسالة محبة وسلام ووئام يمتد من أعماق التاريخ ليعبر بوابات الخلود مزهواً بتيجان الشجاعة والشهامة والمروءة ومرصعاً بالوفاء والإخلاص ممتطياً صهوة المجد والعلا ليترك آثار وبصمة واضحة في تاريخ الشعوب، يلهمني صلابة وعناد الفيلي بحبه للحياة والعيش فيها بكرامة وعز وشرف ويتحدى الأشرار والقدر بعزيمة لا تلين وإرادة حرة حتى لو سالت الدماء أنهارا، يلهمني كل ما فيك أيها الفيلي حتى في أسمك وفي حروفك وفي شفافية روحك ورهافة أحساسك ومشاعرك وجمال لوحتك وتألق مكانتك وذهبية أشعاع نورك الساطع الذي يملأ كل ظلمة في الوطن فأنت الإنسان والشعب والوطن والوجدان والعمق الحقيقي لكل مظلوم مضطهد، وعاشق ولهان متيم بجدائل الحرية وحب الشراكة والمشاركة الوطنية والعيش بسلام وأمان... لإنك ولدت حراً وتعيش حراً وتموت حراً.
https://telegram.me/buratha