المقالات

نفط الشعب للشعب ؟؟!!

826 15:17:00 2011-10-02

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

مما لاشك فيه إن العراق يقف على رأس البلدان المصدرة للنفط في العالم . إضافة إلى ما يملكه من مخزون نفطي ربما هو الأول في العالم كله . وهذه الإنتاج الغزير من النفط يجعل العائدات المالية التي يحصل عليها العراق كبيرة جدا إذا ما قارناها بما كان ينتجه العراق ويحصل عليه أبان حكم النظام البائد . حيث كان العراق حينها يصدر ما قيمته ( 1.5 ) مليون برميل يوميا او أكثر بقليل او اقل بقليل حسب الأوضاع آنذاك ، وكان سعر البرميل الواحد لا يتجاوز الـ ( 21 ) دولارا أمريكيا وكانت أموال النفط اغلبها تذهب إلى فائدة التصنيع العسكري في حينها ، وكان الشعب العراقي يعلم جيدا إن الأموال الباقية من واردات نفطه تذهب في جيوب صدام وزمرته ، سوى القليل مما كان يقدم للشعب العراقي حسب برنامج الأمم المتحدة ( النفط مقابل الغذاء ) . وهكذا أمضى الشعب العراقي تلك الحقبة المشؤومة والمظلمة من حياته القاسية دون أن يستفاد من عائدات نفطه . وألان فأن العراق يصدر ما قيمته ( 3 ) ملايين برميل يوميا ، ويصل سعر برميل النفط إلى أكثر من ( 100 ) دولارا أمريكيا . ولكن ما يذهب من هذه الأموال دون معرفة الشعب العراقي ربما يصل إلى ( 100 % ) حيث لا يعلم العراقيون ــ واقصد هنا الشعب وليس السياسيون ــ أين تذهب عائدات النفط ، ولكنه يسمع يوميا عن وجود صفقات ومقاولات وتعاقدات وايفادات بملايين الدولارات ، ولازال وضعه المعيشي كما هو لم يتغير إلى الان ؟؟ ، واكبر مثال على ذلك ما تشهده مفردات البطاقة التموينية من تردي واضح في نوعية وكمية المواد المقدمة للمواطن العراقي . على كل حال فمنذ زمن النظام البائد وحتى يومنا هذا لم يطبق شعار ( نفط الشعب للشعب ) لان من الظاهر إن حمى الأموال الكبيرة والمهولة التي ينتجها تصدير النفط العراقي تعمي عيون الجميع ولا يصبح في استطاعتهم رؤية حجم المعاناة التي يعانيها الشعب العراقي . فالبلد الذي يعتبر من البلدان الأولى في تصدير النفط لازال اغلب أبناءه يعيشون تحت خط الصفر ، ولازالت بناه التحتية متهرئة ومتهالكة والصناعة والزراعة في أدنى مستوياتها او ربما لا وجود لأي مستواً لها ، ولازال معدل البطالة فيه يسجل أعلى المستويات العالمية ، بالإضافة إلى ما نتج عن هذه الحالة من تفشي الفساد المالي والإداري في مفاصل الحكومة . إن ما يمكن أن نستنتج من كل هذا إن من الخطأ الفادح رفع شعار نفط الشعب للشعب لان ذلك يقلق الكثيرين في الحكومة العراقية ومنتفعيهم وداعميهم ، بل لابد أن يكون الشعار ( مال اللبن للبن ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك