عبد الكريم ابراهيم
باسمي شخصيا وكافة أفراد عائلتي حتى الطفل الرضيع منهم الذي يضع بفمه الملهاة ، اقدم اعتذاري لك ؛ لانني من دون قصد قيدتك بالاصفاد بعدما اخذتني غيرة الحمية وأنا أرى بشاعة جرائمك ، تفننك في قطع الرؤوس والاوصال كأنك ترسم بأدواتك لوحة سريالية للموتى ، لايعرف فيها الرأس من القدم .ربما كنت متهورا ومدفوعا بعض الشيء وأنا اركلك باخمص بندقية لاتعمل، لان مثلك يجب ان يعامل بكل احترام وشفافية ،وقال اباؤنا الاولون (الي ما يعرفك ما يثمنك) ،والناس اعداء ما جهلوا . تقبل مني هذه الزلة التي لم اسامح نفسي على اقترافها حتى اكفرعما بدر مني، وصاحب الحظ الحسن من ترضى عنه وتناله بركات علاقاتك أينما حللت وارتحلت ،حيث تفتح له بعض ابواب السياسيين الذين يقيمون الدنيا ويقعدونها حتى ينصروا من هم على شاكلتك من عتاة المجرمين !!اغفر لي زلتي ،لم اكن اعرف اننا نعيش في زمن اغبر ، كل شيء فيه يسير بالمقلوب ، حتى قابلتك وارتويت من طلعتك الشيطانية ،عندها عرفت كم كنت ساذجا ومغفلا حيث اوهمت نفسي في لم بعض اجزاء العدالة المفقودة ،وخاطرت بكل كياني مدافعا متهورا ، واجعل صدري درعا للرصاص والكواتم . انت من ايقظني من سبات احلامي و( سحلني ) من شعري الى الحقيقة المرة . اشكرك ليس على ما فعلت وما ستفعله في المستقبل ؛ لان هناك من سبقني في هذه المنقبة ،وجعل منك بطلا ومناضلا تعيش كالملوك داخل السجن وخارجه ،وكل من في الاجهزة الامنية يتسابقون لتقديم الطاعة وما عليك سوى ان ترمش بعينك او تومئ باصبعك .( لبن العصفور ) ان شئت فاطلب فخادم مصباح علاء الدين سيقول لك : شبيك لبيك عبدك بين يديك . وانما اشكرك لانك جعلتني اعرف حدود احلامي ولا اصدق الشعارات التي يرددها ابناء جلدتي ،وكشفت زيف الخطابات الرنانة من بائعي الكلام . ربما تكون مجرما لا يشق لك غبار لاسيما براعتك في استخدام السيف والمنشار الكهربائي ، ولكن كنت واضحا كالشفافية في بلدي ، لك وجه واحد في زمن تعددت فيه الوجوه واختفت خلف اقنعة الزيف ،وضاعت حقيقتنا في دهاليز السياسة وجلسات السمر. قد يكون هذا الاعتذار ليس كافيا ولكن كل ما املكه بعدما خرجت الى عالم الحرية من جديد ، منتصرا، معززا ،مكرما لتكمل الطريق الذي نهجته لنفسك ،وخلف آلاف من اسماء الضحايا وعيون الثكلى وغائب لايطرق الباب .
https://telegram.me/buratha