الكاتب ..عمران الواسطي
من الأمور الطبيعية والمحببة لدى اغلب أبناء الشعب العراقي بكافة طوائفهم ، عند ذهابهم إلى زيارة العتبات المقدسة في المدن العراقية ، وخصوصا مدينة العلم والعلماء مدينة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأنهم أول ما يفكرون بالذهاب إليه بعد تأديتهم لمراسيم الزيارة المباركة هو الذهاب إلى مكاتب المراجع العظام في النجف الأشرف ، والتبرك بزيارتهم والسلام عليهم وطلب الدعاء منهم . وهو أمر في غاية البساطة فأبوابهم ( أدامهم الله ) مفتوحة على طول أيام الأسبوع ، ويكفيك انك تستأذن من الأشخاص الواقفين على مداخل تلك المكاتب حتى يأذنوا إليك بالدخول . وهناك من العراقيين من يجعل زيارة المراجع لديه من الثوابت كونه من الدائبين في زيارة النجف الأشرف . أما حال المراجع العظام ( أيدهم الله ) فأنهم يكونون مسرورين جدا عند رؤية أبناء الشعب العراقي من الناس البسطاء لأنهم أكثر فئة تهتم وتستفاد وتطبق توجيهات المرجعية العليا . أما بالنسبة للسياسيين العراقيين فهم عكس هؤلاء الناس تماما . ففي كل مرة تراهم يستجدون رضا ودعم المرجعية ولكنهم لا يهيئون مستلزمات هذا الرضا ولا يلتفتون إلى تنفيذ توجيهات المرجعية العليا ( وفقها الله ) من خلال ما تصدره من توجيهات ودعوات إلى السياسيين في تقديم المصلحة الوطنية فوق المصالح الخاصة وجعل تقديم الأفضل للشعب العرقي قبل تقديم الأفضل لأحزابهم ومصالحهم وعوائلهم الأمر الذي حدا بالمرجعية الدينية أن أعلنت عدم استقبالها لأي سياسي . فقد قررت المرجعية الدينية المباركة في النجف الأشرف الامتناع عن استقبال السياسيين لعدم الالتزام بتوصياتها والإيفاء بالوعود التي قطعوها بشأن تحسين الوضع المعاشي في البلاد . جاء ذلك على لسان سماحة الشيخ علي النجفي نجل آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي حيث أكد على إن المرجعيات الدينية في محافظة النجف قررت عدم استقبال أي سياسي في مكاتبها، عازياً السبب إلى "عدم التزام السياسيين بالوعود التي قطعوها بشأن تحسين الواقع المعاشي في العراق، فضلاً عن عدم التزامهم بتوصيات المرجعية الدينية" كما أكد ذلك وكيل المرجع الديني الأعلى السيد ( علي الحسيني السيستاني ) دام ظله ، سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة المباركة حيث قال "السياسيين لم يلتزموا بالنصح التي قدمتها لهم المرجعية، حول مطالبتهم بالكف عن التناحر السياسي"، مشيراً إلى أن "المساحة الأوسع في هذا التناحر والاختلاف في الرؤى والأفكار تتعلق بخلافات سياسية لا علاقة لها بمصالح البلاد". وان بعض السياسيين يقولون إننا نحتاج إلى نصح المرجعية الدينية العليا، ولكنها غير كافية ما لم يتم الالتزام بكلامهم، لافتا إلى أن هذا النصح يحتاج إلى أمور عدة أولها الحاجة إلى رجال دولة لديهم نكران للذات، لأن جميع الطروحات التي يقدموها اليوم، هي فئوية وحزبية . وبذلك يكون موقف المرجعية العليا هذا دليلا واضحا على عدم رضا المرجعية العليا على ما يقوم به السياسيون العراقيون من إضاعة واضحة لحقوق الشعب العراقي الأمر الذي أدى إلى الإعلان إلى عدم استقبال هؤلاء السياسيون من قبل المراجع واستمرار المرجعية ( اعزها الله ) باستقبال الناس .
https://telegram.me/buratha