المقالات

القضاء العراقي واشكاليات التدخل والتداخل

718 22:58:00 2011-10-02

عمار احمد

بالرغم من وجود مادة دستورية واضحة في الدستور العراقي تؤكد على مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث في الدولة ، وهي التنفيذية والتشريعية والقضائية، الا ان واقع الحال يؤكد غياب هذا المبدأ بصورة شبه كاملة، وتمدد السلطة التنفيذية الى السلطتين الاخرتين واضح وملموس، وخصوصا على السلطة القضائية، والامثلة والدلائل على ذلك الامر ليست قليلة.ومثل هذا التدخل والتداخل غالبا ما يؤدي الى تعطيل الاحكام او اخضاعها لحسابات سياسية خاصة، اي بعبارة اخرى الاتجاه الى تسييس القضاء، وبالتالي تغييب معايير وضوابط العدالة والانصاف، بحيث نجد ان ناسا ابرياء يقبعون في السجون لفترات طويلة، وفي ذات الوقت يكون هناك مجرمين كبار طليقين واحرار، او ان احكاما بالاعدام صادرة بحقهم لكن لاتنفذ، مما يوفر لهم فسحة وفرصة للهروب او اتخاذ السجن وكرا للتخطيط لاعمال ارهابية ومتابعة تنفيذها مع جماعات خارج السجن.وقبل ثلاثة اسابيع تداولت وسائل الاعلام تقارير تفيد بأنه من بين اكثر من ثمانيمائة حكما قضائيا بالاعدام لم ينفذ سوى ثلاثة منها، وقد يقول قائل ان ذلك ليس من مسؤولية السلطة القضائية وانما تتحمله السلطة التنفيذية، وهذا صحيح، وهو دليل على ان الاحكام القضائية تخضع لحسابات سياسية خاصة، وليس الى معايير قانونية، وعدم تنفيذ الاحكام يعتبر دليلا دامغا على وجود التدخل والتداخل السلبي.اضافة الى ذلك فأن الكثير من اوامر القاء القبض التي تصدر من المحاكم، تصدر بتوجيهات وايعازات من جهات تنفيذية، ناهيك عن ان البعض منها او حتى الكثير يصدر استنادا الى معلومات المخبرين السريين التي من غير الضروري ان تكون حقيقية، بل ان جلها تكون كيدية وملفقة.ويوعز المواطنون ومحللون امنيون وسياسيون الاوضاع الامنية السيئة التي لايطرأ عليها تحسنا حقيقيا الى ضعف اداء المؤسسات القضائية وتهاونها مع الارهابيين والمجرمين، وايضا تهاون الجهات التنفيذية في الاسراع بتطبيق الاحكام القضائية ولاسيما احكام الاعدام بحق المدانيين، يضاف الى ذلك التهديدات والمخاطر التي يتعرض لها القضاء من ذوي المجرمين والجهات التي تقف ورائهم والذي يجعلهم يتلكؤون في القيام بمهامهم بالشكل المطلوب.وعمليات الهروب التي تحدث بين الحين والاخر من السجون، والحرائق المفتعلة التي تحصل في البعض منها وكذلك المواجهات المسلحة بين بعض النزلاء والحراسن كلها تشير الى التعطيل في تنفيذ الاحكام، وتشير ايضا الى ان الاجهزة الامنية المختلفة مخترقة من قبل الجماعات الارهابية، وما يستحق الاشارة في هذا الشأن هو ان هناك بعض السجناء يحظون في زنازينهم برعاية خاصة، بحيث يتندر البعض ويصف تلك الزنازين بأنها فنادق خمس نجوم، اذ تتوفر وسائل الراحة من تبريد وتدفئة وطعام جيد ووسائل اتصال وما الى ذلك.وما يتصوره ويفترضه البعض من ان احد مواضع الخلل والضعف في البناء المؤسساتي للدولة العراقية يتمثل بضعف القضاء وتداخله مع السلطة التنفيذية هو تصور وافتراض صحيح وفي محله، واي عملية اصلاح لاتشمل القضاء والسلطة القضائية لن تكون مجدية ومفيدة كما يؤمل منها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-10-04
القضاة اليوم أنواع , نوع جبان يخاف من أن يطبق القانون على مجرم لئلا يأتي شخص من عصابة ذلك المجرم وينتقم . نوع ثاني لا يخشى الله ولا يفكر بأنه سوف يقف أمام الله يوم لا ينفع مال ولا بنون , ونوع وهم الأكثرية دخلوا معهد القضاء لأنهم رفاق في عصابة البعث وهدفهم أسقاط الحكومة بكل صلافة إعتمادا ً على المجرمين وهؤلاء جميعا ً حطب جهنم ولعنة الله على الظالمين ومن يعينهم ومن يرضى بفعلهم .
الدكتور شريف العراقي
2011-10-03
القضاء مشكوك في نزاهته لتساهله مع القتله
العراق
2011-10-03
علم ودستور ومجلس نواب كل على هواه يلعب كرة قدم العراق سووه وبالرجلين القانون يكتب والشعب حال الحال حاله وما يدري غدا ما يرقب يعيش يومه ويشطبه وهمه يشكوه ربه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك