المقالات

انصاف وحماية الاقليات

843 15:48:00 2011-10-03

عادل الجبوري

من دون شك يعد العراق من بين اكثر البلدان التي تعرضت فيه الاقليات الى قدر كبير من الظلم والاضطهاد والتغييب والتهميش والاقصاءء الذي اتخذ اشكالا وصورا مختلفة، اتسمت في مجملها بالقسوة والدموية. وحقبة نظام البعث الصدامي التي امتدت لعدة عقود من الزمن خير شاهد ودليل، مع التأكيد على حقيقة ان الحديث عن تعرض الاقليات للظلم والاضطهاد لايعني ان الاغلبية -سواء كانت القومية او المذهبية-كانت بمنأى عن ذلك الظلم والاضطهاد والقمع والتنكيل.ولعل الاكراد الفيليين من بين مكونات المجتمع العراقي التي عانت الكثير من الويلات في ظل النظام البائد، وكانت الاحتفالية التي نظمها المؤتمر العام للاكراد الفيلية يوم السبت الماضي في جامعة بغداد بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيسه فرصة لالقاء نظرة على الواقع التأريخي والراهن لهذه الشريحة، والتوقف عند جوانب ومحطات مما تعرضت له.وفي المؤتمر المذكور استعرض رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بعضا-وليس كل-جرائم نظام البعث الصدامي بحق الاكراد الفيلية وهي:-التهجير القسري لاكثر من ستمائة الف عائلة.-تغييب اكثر من عشرين الف شاب من شباب الكرد الفيلية -السجن والاضطهاد المضاعف والتعذيب المروع. -الحرمان من الحقوق الاساسية ومن تقلد مواقع المسؤولية العامة ، ووضع شروط تعجيزية للعمل في مؤسسات الدولة.-اسقاط الجنسية وحق المواطنة، اذ لم يعترف بهم كمواطنين في هذا البلد وسلب الوثائق الثبوتية والمستندات الرسمية.-المعاملة المهينة والقاسية التي تصل الى حد استهداف الكرامة الانسانية.-التصفيات الجسدية واصدار احكام الاعدام والتنفيذ الجماعي والفوري خارج نطاق القضاء ولم يسمح لاولئك المغدورين حتى بالتظلم ورفع الشكوى والدفاع عن انفسهم ، ولم يسمح لهم حتى بالطعن في الاحكام التي صدرت بحقهم.-المصادرة التعسفية للاموال والممتلكات والعقارات وتدمير الكثير من هذه العقارات دون تعويض.والاثار النفسية والمعنوية التي خلفتها تلك الجرائم البشعة مازالت ماثلة حتى يومنا هذا، لاسيما وان تلك الشريحة لم تحظى بحقوقها، وكما يقول السيد الحكيم "يؤسفني ان اقول اليوم بعد تسع سنوات من العراق الجديد وبالرغم من ان النية ليست قائمة كما كانت على عهود الظلام ولكن هذه الشريحة لم تمثل التمثيل العادل في التعيينات وفي المواقع الدنيا وصولا الى المواقع المتقدمة في الحكومة والبرلمان والوزراء وما الى ذلك، ونتمنى ان نغير هذا الواقع".لايكفي ان نحول دون تكرار مثل تلك الجرائم البشعة سواء ضد الاكراد الفيلية او ضد أي مكون، خصوصا الاقليات، التي طالما شدد شهيد المحراب وعزيز العراق (قدس سرهما الشريف) على ضمان وصيانة حقوق ابنائها، بل لابد من تصحيح الامور وتعويض هؤلاء المظلومين عما فقدوه ماديا ومعنويا في بلدهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-10-04
الم نكن عونا لاحزاب الكردستانية (ثورة البرزانية) الم نكن عونا الى الاحزاب الدينية منها الدعوة حينها ..قتل اخوتي وابناء اعمامي انهم من حزب الدعوة..اليس هذا بكافي..منذ ان هجرت وحتى السقوط كنت واحدة من نشيطات ضد المقبور..هل نسينا الاعتصامات والتي طالت سنوات طويلة كنا في البرد والمطر نقف، لكشف جرائم الطاغية اليس بكافي ..كم مرة تعرضناللموت حينهالم ابالي حتى باولادي لان كان لنا هدف ..هو ذاك الطاغية وجرائمه على العراقيين. واليوم من يعاتبني على الاحتلال الامريكيللعراق لولاهم،لكان قصي يتفنن ويبرع بقتل
زهراء محمد
2011-10-04
تحية طيبة آخ عادل الجبوري.. الكرد الفيلية هذا المكون الذي ظلم بكل قسوة في عهد المقبور ولحد اليوم.. والذي يحس بألمنا هم الشرفاء فقط. الذي يحزنني من يقول ماذا قدمتي للعراق؟؟اقول ١٢ شابا في عمر الورد شبابا و١٥٠ شابا وشابه وطفل وحتى الجنين في بطن امه اليس هذا بكافي! سجنا في سجون آمن العامة وهجرنا بملابس نومنا وسرقت كل ما نملك من بيوت وعقارات ..واعمالنا محلات ومعامل وخاانات،وسرقت كل اوراق ثبوتيتنا وسندات عقاراتنا ونقلت الى اسماء السراق..اليس هذا بكافي  
الدكتور شريف العراقي
2011-10-03
كلام موجه للسيد المالكي
العراق
2011-10-03
وهل الشعب العراقي حصل على حقوقه كاملة ؟ في العراق هو شطارة وليس علمية وحزبية وليس وطنية اما الطائفية فيزايد بها الكبار ولا يعرفها الصغار كل الشعب العراقي ظلم ولا يزال يظلم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك