عادل الجبوري
من دون شك يعد العراق من بين اكثر البلدان التي تعرضت فيه الاقليات الى قدر كبير من الظلم والاضطهاد والتغييب والتهميش والاقصاءء الذي اتخذ اشكالا وصورا مختلفة، اتسمت في مجملها بالقسوة والدموية. وحقبة نظام البعث الصدامي التي امتدت لعدة عقود من الزمن خير شاهد ودليل، مع التأكيد على حقيقة ان الحديث عن تعرض الاقليات للظلم والاضطهاد لايعني ان الاغلبية -سواء كانت القومية او المذهبية-كانت بمنأى عن ذلك الظلم والاضطهاد والقمع والتنكيل.ولعل الاكراد الفيليين من بين مكونات المجتمع العراقي التي عانت الكثير من الويلات في ظل النظام البائد، وكانت الاحتفالية التي نظمها المؤتمر العام للاكراد الفيلية يوم السبت الماضي في جامعة بغداد بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيسه فرصة لالقاء نظرة على الواقع التأريخي والراهن لهذه الشريحة، والتوقف عند جوانب ومحطات مما تعرضت له.وفي المؤتمر المذكور استعرض رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم بعضا-وليس كل-جرائم نظام البعث الصدامي بحق الاكراد الفيلية وهي:-التهجير القسري لاكثر من ستمائة الف عائلة.-تغييب اكثر من عشرين الف شاب من شباب الكرد الفيلية -السجن والاضطهاد المضاعف والتعذيب المروع. -الحرمان من الحقوق الاساسية ومن تقلد مواقع المسؤولية العامة ، ووضع شروط تعجيزية للعمل في مؤسسات الدولة.-اسقاط الجنسية وحق المواطنة، اذ لم يعترف بهم كمواطنين في هذا البلد وسلب الوثائق الثبوتية والمستندات الرسمية.-المعاملة المهينة والقاسية التي تصل الى حد استهداف الكرامة الانسانية.-التصفيات الجسدية واصدار احكام الاعدام والتنفيذ الجماعي والفوري خارج نطاق القضاء ولم يسمح لاولئك المغدورين حتى بالتظلم ورفع الشكوى والدفاع عن انفسهم ، ولم يسمح لهم حتى بالطعن في الاحكام التي صدرت بحقهم.-المصادرة التعسفية للاموال والممتلكات والعقارات وتدمير الكثير من هذه العقارات دون تعويض.والاثار النفسية والمعنوية التي خلفتها تلك الجرائم البشعة مازالت ماثلة حتى يومنا هذا، لاسيما وان تلك الشريحة لم تحظى بحقوقها، وكما يقول السيد الحكيم "يؤسفني ان اقول اليوم بعد تسع سنوات من العراق الجديد وبالرغم من ان النية ليست قائمة كما كانت على عهود الظلام ولكن هذه الشريحة لم تمثل التمثيل العادل في التعيينات وفي المواقع الدنيا وصولا الى المواقع المتقدمة في الحكومة والبرلمان والوزراء وما الى ذلك، ونتمنى ان نغير هذا الواقع".لايكفي ان نحول دون تكرار مثل تلك الجرائم البشعة سواء ضد الاكراد الفيلية او ضد أي مكون، خصوصا الاقليات، التي طالما شدد شهيد المحراب وعزيز العراق (قدس سرهما الشريف) على ضمان وصيانة حقوق ابنائها، بل لابد من تصحيح الامور وتعويض هؤلاء المظلومين عما فقدوه ماديا ومعنويا في بلدهم.
https://telegram.me/buratha