عبد الغفار العتبي
منذ بدأ الخليقة بدأ الحب كرابط اجتماعي أساسي يمهد الطريقة لديمومة الحياة وتفاعلها للبناء الأفضل والاشمل وبالمقابل بالتضاد نشأت الكراهية والحقد والغيرة ومن نتائج أفرار الحب والكراهية نشأ الخير والشر كخطين متوازيين كل منهما يعمل بأتجاه مغاير للآخر وهكذا توزعت المتضادات ومنها ولد العمل السياسي الهادف إلى أيجاد التوازن بين هذه المتضادات بناء على الثقة والمصداقية عملا بمبدأ(السياسة فن الممكن)من هذه المقدمة البسيطة والواضحة نجد أن العملية السياسية الناجحة التي توفر مناخات ملائمة للمتضادات بين السلطة والمعارضة تضع السلطة في أغلب الأحيان في قفص الاتهام والمعرضة في موقف القاضي وبهذا تكون المعارضة لسان حال المواطن المجتمع وهذه الحالة تتفاوت نسبياً حسب الأداء الايجابي للمتضادات كما تحسن الأداء ارتفعت كفة أحداهما وانخفضت الأخرى . واليوم من خلال التجربة تغلبت المصالح الشخصية على المصالح العامة مما جعل كفة المتضادات متداخلة بسبب اللهاث وراء كعكة السلطة مع الاحتفاظ بسكينة المعارضة مما جعل المواطن المتفرج يفرز وبجدارة شخوص العملية السياسية ومتضاداتها بين السلطة والمعارضة تحكمها المصالح الشخصية تحت غطاء المصالح العامة وهذا كله افرز أستفحال الفساد الإداري والمالي وعدم الاستقرار والتشدق بالشعارات الرنانة وغياب المصالحة الحقيقية وظهور الضعف السياسي الذي أوصل دول الجوار إلى استغلال هذا الضعف والتطاول والتدخل المباشر وغير المباشر بالشؤون الداخلية بسبب تناحر الكتل السياسية وخلافتها من هنا نجد أن المواطن تزعزعت لديه القفة والمصداقية بالوعد وبصيص الأمل الذي كان ينشده في التغيير والبناء الديمقراطي فتساوى لديه الخيال والحقيقة فوعود الخدمات وإعادة أعمار البنى التحتية والاستقرار الأمني وفرص العمل وإنهاء البطالة وتردي ا لحالة المعاشية للمواطن والفجوة الكبيرة بين رواتب المسؤولين والموظفين وغيرها أدت إلى أزدياد فجوة انعدام الثقة والمصداقية بين المواطن والمسئول حتى وصلت الحالة عند المواطن الى انعدامه بين المواطن وما يسمى بالمعارضة لان المعارض عندما يكون في السلطة تتغير مفاهيمه وتطلعاته وهكذا أشرت هذه العملية السياسية على بعض السياسيين الذين كانوا بالأمس معارضين واليوم أصبحوا في السلطة بدأو يتسترون ويدافعون عن أخطاء السلطة وحيتان الفساد .لذا من المفيد أن يتحلى السياسي بالمصداقية والثقة ويصنعها بدراية وينهيها بالتطبيق والممارسة بالحرص والتفاني والإيثار الذي يجعل المواطن يؤشر مايراه بصدق وعلى المسؤول أن يكون صادقاً مع نفسه أولا سواء كان في السلطة أو المعارضة ليحسب بذلك حساب المستقبل والاختيار الأمثل والمصداقية يكتسبها المواطن بالتجربة وتتغير على ضوء إفرازاتها ونتائجها العملية.
https://telegram.me/buratha