حكمت مهدي جبار
بدون الخوض في ألأهمية التي يحتلها درس التربية الفنية في تربية النشئ بمختلف المراحل الدراسية.وبدون مقدمات نظرية حول الأبعاد التربوية والأخلاقية والمعرفية .فالمتخصصون في التربية الفنية يعرفون السمة التكاملية لهذا الدرس المهم . ويعرفون خطورة وظيفة التعبير الفني في تحقيق شخصية متوازنة للطفل منسجمة داخليا ومع الآخرين تواجه مشكلات الحياة, فضلا عن تنمية طاقاته الذاتية والشعور وحرية التفكير والملاحظة والخلق والابتكار. اننا نعلم جيدا بتأكيدات الجهات المسؤولة في المؤسسة التربوية على ضرورة تنفيذ مفردات الدرس نظريا وعمليا رغم عدم وجود منهج دراسي مقرر أسوة بالمناهج الأخرى. حيث أكتفي بدليل مواضيعه متكررة ومعروفة منذ السبعينات .ومع الكم الهائل من البحوث الدراسية والندوات والمؤتمرات والدورات التطويرية , زائدا أشارات المؤسسات الأعلامية والثقافية والمهتمين بالمعرفة الانسانية والعلوم بانواعها.فأن الواقع شكل والتنظير شكل آخر.فرغم تأكيدات وزارة التربية حول ضرورة الاهتمام بهذا الدرس المهم والخطير على نفوس النشء الجديد , والمؤسسات المعنية بالشأن التابعة للوزارة .فأن التطبيقات العملية والعلمية للدرس لازالت غير مستوفية ولم تصل الى الحد الادنى حتلمن الأهداف المرجوة .ولكن ذلك ليس عاما. انما يتحدد في الغالب الأعم من مدارسنا. وترافقه أسبابه وظروفه المحيطة.ففي بعض المدارس يحتل درس التربية الفنية مكانة لاتقل شأنا عن الدروس الأخرى.ويقف وراء ذلك عدة عوامل منها :-وجود المعلم أو المدرس الجيد الكفوء تعاون الادارة بيئة المدرسة ومرجعيتها الثقافية والمجتمع المحيط طبيعة المدرسة من حيث البناية وعدد الطلاب ثقافة ووعي ادارة المدرسة وتقديرها للدرس
من جانب توجد مدارس لاتعرف ماهو درس التربية الفنية ولذلك ايضا أسبابه مثل:-اهماله من قبل اما الادارة او من معلم / مدرس التربية الفنية نفسهزحمة الدروس وعدم تحمل جدول الدروس الاسبوعي لدروس غير العلمية والانسانية المعروفةأشتراك الجهات المسؤولة جميعها بمسؤولية ضياع الدرس وأهماله. حيث لامتابعة ولاتأكيد الا بالمناسبات.وأمور أخرى كثيرة تتوقف على الظروف الموضوعية والذاتية على حد سواء.
نحن نتفق مع من يقول بطبيعة مجتمعنا ونظرته الضيقة للفن والفنون. تحت عناوين شتى , منها دينية وأخرى اجتماعية وثقافية وشخصية وغيرها.والتي بدأت تتعاظم في مرحلة ما بعد التغيير.ما بين مؤيد ورافض.وآخرها تصريح لرجل دين قال :- ان بعض مناهج وزارة التربية غير صحيحة ولا أخلاقية ولاتمت بصلة الى قيم ديننا الأسلامي.!!!!!! ومسؤول آخر رفيع المستوى يقول :- يجب تهديم التماثيل في معاهد وكليات الفنون لأنها اصنام!!! فضلا عن الوازع الديني الذي تعاظم في هذه المرحلة بعد التحرر الكبير في التعبير عن الرأي بتحريم الصورة والرسم والغناء والمسرح ومحاربة الشعر والادب وغيرها من المظاهر الثقافية.اذن درس التربية الفنية اصبح مشكلة تربوية لدى اغلب مدارسنا . خاصة عند المدرس المخلص المحب لعمله واختصاصه والحريص على تنفيذ مفرداته بشكل أمثل.فهو الآن بين تأكيدات الوزارة العلمية ذات المغزى التربوي العلمي الصائب وبعض مؤسساتها ذات الشأن وبين سوء تقدير ادارته ونظرتها المحدودة للدرس كونه درسا غير ذا قيمة زائدا سلطة الثقافة الدينية والاجتماعية الجديدة التي ظهرت أخيرا.عدا اذا كانت هناك مشاكل اخرى قاهرة مثل ازدحام الصفوف وضيق بناية المدرسة أو هي مزدوجة مع مدرسة أخرى في نفس البناية, مما تضطر الادارة بالأهتمام بالدروس الأخرى أو اشغال الغرف الأخرى وأولها المرسم اذا كان هناك مرسم . وسواء كانت المشكلة أمر واقع لامحال للأسباب المذكورة أو يمكن حلها , فأن الدرس يبقى (مشكلة) والمشكلة لابد لها من حل.ونحن ندعو وزارة التربية لأعطاء هذا ألأمر أهمية كبيرة. وذلك بعقد مؤتمرات علمية في بغداد وفي جميع المحافظات تقدم فيها ألآراء والمقترحات لأعادة القيمة التربوية لدرس التربية الفنية , وبشكل جدي كما كانت تفعل وزارة التربية في السابق.وأن لاتكتفي الوزارة ومؤسساتها العليا بتعميم الكتب الرسمية . وان لاتتحدد الأهتمامات فقط في بعض المدارس المتميزة الخاصة المختارة بسبب وضعها وبنايتها ومكانها أو علاقتها بالمراجع التربوية.ونقترح بعض الأمــــــــور التاليـــــة:-اصدار منهج مقرر بالتربية الفنية تخصيص مبالغ لبناء المشاغل والمراسم والمسارح في المدارسمناقشة الأختصاصات الفنية لخريجي كليةالتربية واكاديمية الفنون والمعهد والدورات الخاصة . اعادة العمل بالمهرجانات القطرية في المسرح واقامة المعارض القطرية للفنون التشكيليةعقد مؤتمرات في المدارس خاصة لمناقشة مشكلة درس التربية الفنية . لتقريب وتوضيح أهمية الدرس وخاصة للعوائل وبعض افراد المجتمع وحتى لبعض العاملين في المجال التربوي. مساهمة التلفزيون التربوي في الدعم الاعلامي لتنشيط درس التربية الفنية.
https://telegram.me/buratha