الكاتب ..عمران الواسطي
لازال المشهد السياسي في العراق ومنذ سقوط النظام في نيسان 2003 يشهد مجموعة من الإرباكات التي أثرت بشكل مباشر على طبيعة الشارع العراقي ، فراح يتأثر بكل ما يحدث من تقاطعات واختلافات بين السياسيين . وبات الشارع العراقي يتعامل مع الأحداث التي تمر بالمشهد السياسي بشكل متفاعل بحيث إذا ما كان المشهد السياسي يمر بحالة من التوازن فان الشارع العراقي يعيش حالة من الاستقرار هو أيضا ، بينما العكس هو الصحيح أيضا ، أي متى ما كان المشهد السياسي معقدا فان الشارع العراقي يمر باضطرابات وعدم توافق . وألان دعونا نرى حالة المشهد السياسي في العراق من وجهة نضر قادة إحدى الكتل السياسية ومدى التأثيرات التي يتعرض لها هذا المشهد من خلال متابعة سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لمجريات الأمور حيث يقول سماحته عن هذا المشهد " لازال المشهد السياسي يعيش تقلباته السلبية في مجمل المسارات العامة في ظل غياب الرؤية الواضحة والخطوات المدروسة في تطمين الأطراف وفي خلق فرص ومناخات التعاون بين المكونات والقوى السياسية بما يحقق الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي ويعالج الواقع الخدمي ويوفر الخدمات الضرورية للمواطنين الذين يتحملون كل هذه التبعات نتيجة الواقع السلبي الذي نعيشه في المشهد السياسي ، أن رفاه المواطن العراقي وخدمته إنما تكون من خلال التعاون بين القوى السياسية وبغياب هذا التعاون لا يمكن أن يتحقق هذا الأمر المهم ويصبح المواطن المتضرر الأكبر من هذه الاختلافات القائمة بين السياسيين ، ولكن ما يثير التفاؤل هو النظرة الهادئة والدعوات إلى الحوار والتواصل البنّاء التي أصبحنا نستمع منها من الأطراف المختلفة في الأيام القليلة الماضية مما يبشر بخير ويؤكد المسارات الصحيحة التي يمكن أن تحل مشاكل البلد ، إننا نؤكد من جديد أن لا خيار للعراقيين إلا أن يجلسوا بعضهم مع البعض الآخر ويتحاوروا ويتناقشوا ويتصارحوا ويعالجوا مشاكلهم فيما بينهم ويحترموا هذه التعدديات في المذهب والدين والقومية والتوجهات السياسية إلى غير ذلك من تعدديات وضعت في هذا البلد الكريم والتي يمكن أن تكون مصدر قوة حقيقية إذا أحسنا التعاطي معها ، فلابد أن تعالج الإشكاليات وأن تدرس طبيعة المطاليب والتوقعات لكل من هذه الأطراف بمقاييس المصلحة الوطنية وليس بالمقاييس الفئوية والحزبية التي تجعلنا في صدام مع توقعات الآخرين وكل يريد أن يحصل على كل ما يريد على حساب شريكه الآخر ، أن الالتزام بالدستور يمثل مدخلا مهما يجتمع عليه العراقيون وإذا ما شككنا بهيبة الدستور وتجاوزنا الدستور فلا تبقى مرجعية نرجع إليها عند الاختلاف لمعالجة المشاكل " . من هنا نلاحظ عزيزي القارئ مدى حرص سماحة السيد الحكيم باعتباره واحدا من قادة الكتل السياسية العراقية على أن يسير المشهد السياسي بشكل منظم وهادئ بعيدا عن المحاصصة المقيتة والمناكفات التي لا تجدي نفعا ، بل لابد على القوى السياسية في العراق أن تسخر المشهد السياسي لكي يخدم المصلحة الوطنية العراقية .
https://telegram.me/buratha