حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
تشهد العاصمة الحبيبة بغداد ، ومدن العراق موجة منظمة من عمليات الاغتيالات بواسطة المسدسات الكاتمة للصوت . وهذه الاغتيالات لا تقتصر على شخصيات معينة بل إن الموضوع تعدى أكثر من ذلك ليشمل أي مواطن عراقي ، لان العصابات التي تتعامل مع هذا النوع من الاغتيالات والجرائم ليس لديها خطوط حمراء بل إن الأوراق الخضراء ( الدولارات ) هي من تحدد الهدف ، بغض النظر عن الانتماء الحزبي والولاء المذهبي وغير ذلك . فمسلسل الاغتيالات بواسطة المسدسات الكاتمة لازال مستمرا وبنجاح كبير لان الجهد ألاستخباراتي عند القوات الأمنية العراقية يكاد يكون معدوما او هزيلا . ولازالت هذه العمليات الجبانة ترتدي نفس الحلة بحيث إن منفذي هذه الجرائم مجهولون ، لان مثل تلك الاغتيالات لا تحدث ضوضاءً ولا يمكن أن يتصور الضحية من أين ومتى يأتيه قاتله . فهي بذلك ( أي جرائم الاغتيالات ) تجري بصمت وبوتيرة واحدة منذ 2003 وحتى يومنا هذا . وبذلك يمكننا أن نقول إن من الصعب جدا على القوات الأمنية العراقية تحديد الأهداف لان القاتل غامض . ولكننا إذا ما أردنا أن نساهم في تقليل هذه الجرائم ( والكلام هنا موجه للقائمين على الملف الأمني ) أن نعمل على حصر تلك العمليات في مناطق معينة ، وهذا ما موجود فعلا فاغلب تلك الاغتيالات تجري على الطرق السريعة والرئيسية وفي مناطق محددة ، ويمكن بذلك للقوات الأمنية أن تضع خططا محكمة للسيطرة دون زيادة مثل تلك الجرائم وبالتالي يمكن القضاء عليها نهائيا . فما نلاحظه من خلال وسائل الاعلام عن عمليات الاغتيالات لشخصيات وضباط ومسؤولين وحتى مواطنين عاديين يوميا يعتبر مؤشرا خطيرا عن حجم الجريمة المنظمة في بغداد ومدن العراق . الأمر الذي يؤدي إلى تقليل هيبة القوات الأمنية العراقية ويعزز من إمكانية انتشار هذه الظاهرة المخيفة في أكثر من مكان ومنطقة . فما يجب على القوات الأمنية العراقية لا يمكن أن يقوم به غيرهم . وهم قادرون إذا ما كان هناك تنسيق بمستوى عالي أن يساهموا في تقليص مثل هذا النوع من الجرائم ، لان المجرمين الذين يقومون بتلك الجرائم لازالوا يلبسون نفس الحلة وهي قيامهم بهذه الجرائم في مناطق وشوارع بعيدة عن الأنظار .
https://telegram.me/buratha