همام عبد الحسين الكرخي
تقول الحكمة (سعيد من اتعظ بغيره) ونرى الآن كيف تزلزل الأرض تحت أقدام الحكام الذين استأثروا بخيرات الأوطان ووظفوا تلك الخيرات لحماية أنفسهم من الشعب معتقدين بان ذلك يقيهم من الوقوع في هوة غضب ذالك الشعب .وقد كان هتلر يردد عبارة بأن دولة (الريخ الثالث) ستبقى ألف عام في حين لم تبقى تلك الدولة سوى سنوات معدودة وكان صدام أيضاً يتصرف وكأنه سيورث حكمه إلى سلالة طويلة من الأبناء والأحفاد ولم يدرك أولئك الحكام بأن العالم يتغير يومياً لصالح الشعوب بفعل الوعي المتسارع الذي حققته تلك الشعوب وقد تنفس العراقيون الصعداء عند زوال النظام السابق وحلول نظام جديد رأوا فيه إتاحة الحرية للمواطن ألا أن البوادر تشير بحصول توجه جديد نحو الاستئثار بالحكم وأشاعه الخروج على الدستور وتفضيل الحكام لمصالحهم على حساب مصلحة الشعب وهكذا وقبل يوم واحد فقط من عطلة مجلس النواب اتخذ المجلس إجراء تعيين السادة نواب السيد رئيس الجمهورية وعل عجل منه يشبه اصدرا القانون المتعلق بهم وتعديل الميزانية العامة لضمان رواتبهم ومخصصاتهم في حين لم يصدر المجلس المحترم ولأكثر من سنة كاملة أي من القوانين المطروحة مشاريعها أمامه حيث مع أول طرح لأي مشروع للمناقشة تبداالعرقلة للوقوف بوجه أصدارة كقانون الأحزاب الذي يؤمن رقابة تمويل تلك الأحزاب وتحرك الساسة الذي يشكلونها كما لم يصدر قانون حماية الصحفيين الذي يؤمن حرية الكلمة الشريفة وحياة أولئك الصحفيين ورفات اسر الشهداء منهم كما لم يصدر قانون النفط والغاز الذي يؤمن ضمان السياسة أخر ماتبقى من الثروات في العراق ومثلما عاشت الشعوب الأوربية ذات النظام الديمقراطية صراعات دامت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مع ملوكها المستبدين ودار ذلك الصراع مع المجالس النيابية وأولئك الملوك أما الآن يعاني الشعب العراقي من أعضاء مجلس النواب والطريق الوحيد لمعالجة هذه الأزمة الناجمة من عدم إصدار القوانين وتأمين حماية الأموال العامة يتوجب التوجه نحو انتخابات نيابية جديدة وبأسرع وقت ...
https://telegram.me/buratha