سعد البصري
في خضم التعقيدات الكبيرة في المشهد العراقي ، فإننا نؤكد دائما على الجانب السياسي وما يدور في هذا الجانب من تقاطعات واختلافات وتصريحا بين الكتل السياسية العراقية ، وكذلك فان ما نتعامل معه في ملفات الفساد المالي والإداري وغيرها ، جعلنا ربما نبتعد كثيرا عن موضوع مهم جدا قد يكون انتشاره فتاكا في مجتمعنا العراقي المحافظ على التقاليد والأعراف والقيم الإسلامية والعربية والعشائرية الأصيلة ، ألا وهو موضوع انتشار الأمراض الخطيرة والمهلكة للمجتمعات . ويأتي على رأس تلك الأمراض ( مرض الايدز ) الخطير ، فقد أوردت التقارير الطبية إن العراق الان بات حاضنا لهذا المرض وهناك العديد من حالات الإصابة ظهرت خلال الأعوام الماضية ، وهذه الحالات بدأت بالازدياد نتيجة لعدة عوامل ومؤثرات ساهمت في تهيئة البيئة الملائمة لزيادة عدد المصابين بهذا المرض الخطير وأهمها عدم وجود رقابة صحية دقيقة على الوافدين إلى العراق من الأجانب وغيرهم بسبب غياب الحرص على صحة المواطن من قبل المسؤولين الحكوميين على المنافذ الحدودية العراقية لانتشار ــ كما قلنا ــ ظاهرة الفساد المالي والإداري . كما إن انتشار ظاهرة الدعارة في الملاهي وبعض المناطق في عموم العراق والانحلال الأخلاقي بسبب الثقافات الغربية المدمرة ، كان من عوامل انتشار هذا المرض . بالإضافة إلى إن الإهمال الحكومي الكبير ساهم في زيادة خطر الإصابة بين الشعب العراقي ، وخصوصا وان هناك عدم اهتمام واضح من قبل الجهات المسؤولة عن هذه الحالات . واليك عزيز القارئ الكريم بعضا من الإحصائيات وما أشارت إليه التقارير حول هذا الموضوع . فقد أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان عن تسجيل18حالة مرض الايدز في كردستان حتى ألان وهناك مخاوف من ازدياد الحالات . وأوضح مصدر طبي في إقليم كردستان إنه تم تسجيل 18 حالة بمرض الايدز حتى ألان وجميع المصابين من مواطني كردستان . وأضاف المصدر إن في السنوات السابقة بلغت الإصابة حالتين فقط . لكن هذه السنة ارتفعت الحالات إلى 18 حيث توفى أربعة من المصابين بسبب الفيروس. مشيرا إلى إن هناك مخاوف من ارتفاع الإصابات في سنوات مقبلة . بينما كشفت وزارة الصحة العراقية، عن أن أعداد المصابين بمرض الإيدز وصل إلى 48 حالة إصابة في عموم البلاد، وبحسب فرع منظمة اليونيسيف في العراق التابعة للأمم المتحدة فأن عدد الإصابات المسجلة بمرض الايدز في العراق بين عامي 1986-2008 بلغت 480 إصابة، بينها 274 لمواطنين عراقيين، غالبيتهم فارق الحياة . وذكرت شبكة المعلومات الإقليمية "IRIN" نقلا عن مركز أبحاث الإيدز العراقي أنه تم اكتشاف 26 حالة إصابة جديدة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومعظم هذه الحالات موجودة في بغداد . وان هناك 26 حالة جديدة 8 منها عراقيون ، والبقية هم أجانب من خارج العراق . يذكر أنه تم اكتشاف أول حالة إصابة بالإيدز في العراق في 1986. ومنذ ذلك الوقت، أعلنت وزارة الصحة العراقية عن وجود 261 حالة إصابة في البلاد. إذا فهذه دعوة للجهات المتخصصة في مثل هذا النوع من الأمراض ، وكذلك هي دعوة للحكومة العراقية على وجه الخصوص أن تتبنى مشروعا وطنيا صحيا شاملا يقي المجتمع العراقي وخصوصا الشباب في العراق الذين هم أمل العراق وعموده الفقري من الانجراف في الرذيلة والسقوط في الهاوية كي يتم إعلان العراق بلدا خاليا من هذا الوباء المخيف .
https://telegram.me/buratha