عبد الكاظم محمود
يعد الفساد الإداري والمالي الخطر الكبير على المجتمع الذي عانت منه المجتمعات الإنسانية عبر العصور ولازالت تعاني لحد يومنا هذا وهو بمثابة أفه تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض حتى يومنا هذا لأنها مرتبطة بنزوع بشري غير مشروع في الحصول على مكاسب مادية أو معنوية ليست من حق الإنسان ومع ذلك يسعى أليها وقد يأتي التغيير . وتعريف معنى مفردة الفساد على معان عدة وبحسب موقعه وفي قوله تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(ونرى في الآية السابقة تشديد القران الكريم على تحريم الفساد على نحو كلي وان لمرتكبيه الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة أما الدلالة الاصطلاحية فتظهر على اتجاهات مختلفة .الاتجاه الأول هو الفساد هو الإساءة للوظيفة العامة .واستغلال المال العام من اجل تحقيق مكاسب خاصة يؤكد أنصار هذا الاتجاه أن الفساد هو وسيلة لاستخدام الوظيفة العامة من اجل تحقيق منفعة ذاتية خاصة في سواء شكل عائد مادي أو معنوي وذلك من خلال انتهاء القواعد الرسمية والإجراءات المعمول بها ويعتبر الفساد بأنه استخدام السلطة العامة من اجل تحقيق أهداف خاصة وان تحديداً هذا المفهوم ينشأ من خلال التمييز ماهو عام وماهو فاصل .أما الاتجاه الثاني يعتبر الفساد هو انتهاك المعايير الرسمية والخروج على المصلحة العامة لكي يصب في مصلحته الشخصية ويركز هذا الاتجاه على أن السلوك المنطوي على الفساد هو ذلك السلوك الذي ينهك القواعد الأخلاقية والقانونية الرسمية الذي يفرضها النظام السياسي القائم على مواطنيه ويثير الفساد سلوك منحرف عن الواجبات والقواعد الأخلاقية للدور العام وذلك نتيجة للمكاسب ذات الاعتبار الخاص سواء كانت شخصية أو عائلية آو اجتماعية خصوصية .والتي تتعلق بالثروة أو المكانة أو السلوك الذي ينتهك الأحكام والقواعد المانعة لممارسة أنماط معينة من التأثير الشخصي بين الفساد أو ضياع بنائية هيكلية وينظر هذا الأمر إلى الفساد لوصفه مجموعة من الاختلال الكامنة في الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع وعلى هذا الأساس ولكي يتم الكشف عن أسبابه ومظاهره داخل المجتمع يجب علينا تحديداً داخل البناء الاجتماعي الشامل لان الفساد يعتبر الأسلوب من أساليب الاستغلال الاجتماعي المصاحب لحيازة القوة الرسمية داخل التنظيمات الإدارية...
https://telegram.me/buratha