الكاتب / مصطفى سليم
المواطن يقع عليه بعض التقصير ويتحمل جزءا مهما من المسئولية فيما حدث ويحدث في البلاد،فلوا تحدثت الى ابسط الأشخاص لوجدته اعرف بدهاليز السياسة وتامرتها من صانعيها أنفسهم،وما ان تحدثه عن دواعي الانحدار الخطر في المنظومة السياسية وما يقع على المواطن من واجبات لإصلاحها فان جوابه حاضرا تحت لسانه، متهما و معلقا كل ما جرى على شماعة غيره،واصفهم بشتى الأوصاف وابسطها بأنهم يضحكون على ذقون البسطاء ويعملون على استغفالهم،وأنه سوف يصلح ما وقع به من خطأ في المرة القادمة،ولكن الحقيقة المرة تقول خلاف ذلك،مع ان الجميع يعرف بان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين،ويبقى السؤال قائما على من يقع التقصير على المواطن أم المسئول...؟ نعم الطرفيين غير معذورين وربما يكون المواطن قاصرا والمسئول مقصر لكنهما يتحملان تبعات ما جرى ويجري،من تردي الأوضاع الأمنية والخدمية والاقتصادية والسياسية، في بلد ضاعت فيه معاير العدالة ولن تعود بسهولة أبدا... و في خضم هذه الظروف المعقدة التي تمر بالعملية السياسية في العراق، تثار مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات المخاطب بها هو المواطن،وجوابها ليس مهما بالقدر الذي يعتقده البعض،فلوا كانت إجابة جميع الشعب وبمختلف مكوناته أنهم اخطوا في اختيار من يمثلهم والذي من خلالهم ترشحت الحكومة الحالية،لا يصلح ما نمر به من معانات ومخاطر يومية في ظل غياب الأمن والخدمات ،و لا يحرك ذلك قيد أنملة عند السياسيين ولا يهز عندهم شعرة واحدة في جسدهم،ولا يختلف عندهم شيء، أما لو قلنا ان الشعب راضي عن حكومته لرأيتهم(السياسيون) جميعا يتسابقون على نيل ذلك الانجاز وكلا منهم يدعي بأنه صاحب الفضل الأول، وأنهم قطعوا شوطا طويلا للوصول لهذا الهدف المنشود،وهو ثمرة تفانيهم وإيثارهم العالي،وحسن تخطيطهم،أما الحقيقة التي يعرفها الجميع هي خلاف ذلك ولم يعد المواطن يأمل خيرا في القادم،ولاسيما من الحكومة الحالية،وفقدان ثقة الشارع بالمسئولين لم تعد حكرا على المعارضين والساخطين على العملية السياسية فحسب، بل تعدت إلى ابسط مكونات الشعب وحتى من لم يكن له سابقا رأيا يقوله في العمل السياسي ومن لم يعمل بهذا الحقل أصلا..فمسئولين الكيانات السياسية أهدافهم اختلفت عما كانوا يعلنوها في بدء عملهم السياسي وحتى خلال حملاتهم الانتخابية،والحديث عن البرنامج السياسي لكل كيان يطمح بان يكون راس الحكومة والمشحون إعلاميا اثر كثيرا في متلقيه وشده أليه،وانبهر الشعب بالمصطلحات المتداولة ودقتها،لتمر الأيام عليها فيتضح ان الأمر لا يختلف كثيرا عن قصص وحكايات الخيال الواسع،فخذ منهم طراوة وحلاوة الحديث ،ولكن التطبيق لا وجود له،فهل لا ترى الخلل بالسياسيين...؟ أم في المتلقين..؟ أم كلاهما شركاء بما ألت إليه الأمور...!
https://telegram.me/buratha