بقلم / مصطفى ياسين
لم يعد بمقدور المتابع للأوضاع السياسية في عموم البلد أن يشخص ما يجري فيه بدقة ووضوح فكما هو معروف بعالم السياسة أن هناك قادة ورموز هم المعنيين برسم خارطة عمل وحراك كتلهم السياسية و بمعونة أعضاء وقادة تيارهم وبمشورة مجموعه من المستشارين لوضع خارطة عمل وبما ينسجم مع أهدافهم و تطلعاتهم وطموحاتهم ،وكثير من الكتل السياسية ربما تستعين بخبراء من غير العراقيين ،معتقدين ان هؤلاء الخبراء لديهم معرفه بالأمور النظرية بحكم امتيازات الخبرة والشهادة التي يحملونها...والمتعايش بحق مع أبناء وطنه لا يحتاج الى من يعرفه بهم وذلك من منطلق (ان أهل مكة اعرف بشعابها)وهم أبناء الشعب كذلك يعرفونه فلا يستطيع تظليلهم وخداعهم احد عنه..المواطن محبط بحق وغير متفائل بالمرة وهو يرى ويسمع الكلام الغير موزون الذي يطلقه قادة وصغار الكتل السياسية في بلده المثخن بالجراح ،ويتوعد كل طرف بالأخر بالويل والثبور،وبوجود كل تلك الألغام الخطرة، نسمع من يقول ان الكتل السياسية اتفقت على تسوية الأمور المختلف عليها وإنها سائرتا نحو حل تلك المسائل العالقة، مما يترك المواطن في حيرة وتخبط وهو يدير الطرف يمينا وشمالا ولسان حاله يقول مًن المخلص مما ابتلينا به،و في ظل ما يجري في بلدي العراق من شد عالي الوتيرة قد تصل الأمور فيه إلى القطيعة،تعلوا الأصوات بين المتنافسين للاستحواذ على السلطة وتختلف مطالبهم ومدى أمكانية تحقيقها،فالبعض يتوعد بسحب الثقة عن الحكومة ،والذي يعني الفوضى من جديد،وآخرين يلمحون الى أقامة انتخابات مبكرة،وهذا الخيار غير ناضج فما الذي سيختلف بغياب المعاير وقانون الأحزاب المعطل..؟ وهناك من يتحرك لتشكيل كتلة معارضة داخل مجلس النواب،وهو مبدأ جميل ان لم يكن الهدف منه كسب مكاسب أضافية واختلاق العراقيل تحت هذا المسمى، وفي ظل هذا وذاك يبقى المواطن المسكين متحير ولا يدري من هو الصادق من غيره ولتختلط عليه الأمور،وكل ذلك يؤسس إلى فقدان الثقة ما بين المواطن والقيادات الحالية وبكل عناوينها..لتنتقل هذه المرة المفاوضات خارج بيوت المسئولين ومضايفهم وبرانياتهم، الى قصر المؤتمرات وتحت مراقبه الكاميرات والأجهزة الناقلة للصوت والصورة،وهو ما يؤشر الى انه لم يبقى سبيل للمماطلة والجميع أصبح مقتنعا بالحل وان كان شكليا ولكنه وبلا شك أهون المرين وابسط الخيارات المطروحة واخرها..
https://telegram.me/buratha