المقالات

الارهاب والفساد وغياب الخدمات

626 17:26:00 2011-10-04

احمد عبد الرحمن

الارهاب والفساد وغياب الخدمات تمثل ثالوث الازمة في الواقع العراقي العام بأطارها الكلي.هذا ما يقوله ويؤكد عليه ويكرره بأستمرار الساسة والمثقفين ومختلف النخب وعموم المواطنين، وان اختلفت صيغ التعبير عنه الا ان الجوهر والمضمون واحد.ولعل رصد سريع واستطلاع ميداني عابر لاحداث ووقائع يوم من الايام لا على التعيين، من خلال وسائل الاعلام والمنابر السياسية وحركة الشارع يوصلنا الى نتيجة مفادها ان الجزء الاكبر مما يقال وينشر ويبث يتمحور حول الارهاب والفساد وغياب الخدمات.في كل يوم تقريبا تقع عمليات ارهابية تودي بحياة عشرات المواطنين الابرياء من مختلف الاعمار والانتماءات وفي محافظات ومناطق مختلفة.وفي كل يوم تتجلى مظاهر وظاهر الفساد وتبرز ارقام وحقائق ومعطيات جديدة، ويتخذ الفساد الاداري والمالي صورا واشكالا مختلفة، والكثير منها تحظى بغطاء رسمي عبر اشخاص ومؤسسات حكومية، وارقام الفساد المالي تكون في بعض الاحيان فلكية ومرعبة، ويقابلها-وهذا امر طبيعي ومتوقع-تدني او غياب للخدمات الاساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب وشبكات الطرق والنظافة وما الى ذلك، ناهيك عن الاعداد الهائلة للعاطلين عن العمل والمحرومين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى الامراض المزمنة والخطيرة.هذا الثالوث -الارهاب والفساد وغياب الخدمات-كل عنصر فيه يكمل الاخر ويساعد في تعزيزه وتقويته، لاسيما في ظل غياب الحلول والمعالجات الحقيقية والجذرية والجاة. فالارهاب لا يأتي من فراغ، وافضل بيئة مناسبة له هي الفساد الاداري والمالي، وهذا الاخير يعني ضياع الاموال، وتبديد الجهود والطاقات، وتهميش الكفاءات والخبرات، وابعاد واقصاء المخلصين والنزيهين والصاديق، وفسح المجال للانتهازيين والوصوليين والسراق واللصوص وعديمي الخبرة والكفاءة.وفي ظل معادلة من هذا القبيل لايمكن ان نتوقع وننتظر اصلاحا حقيقيا للواقع السيء امنيا واقتصاديا وخدميا، وعلى كل الاصعدة والمستويات.وهذا الثالوث الخطير الى ابعد الحدود يعني مزيدا من الخراب والدمار واليأس والاحباط والضياع، بدلا من البناء والاعمار والامل والتفاؤل والاستبشار.وهذا الثالوث الخطير للازمة العامة في البلاد-شئنا ام ابينا-محوره الازمة السياسية التي مفتاح حلها بأيدي كبار ساسة البلاد ومن بأيديهم زمام الامور والحل والعقد.ومفتاح الحل للازمة السياسية يتمثل ببناء شراكة وطنية حقيقية تتجاوز صيغة المشاركة بطريقة تحاصصية للمواقع والمناصب والامتيازات، لتكون شراكة في المسؤوليات والمهام والادوار، والشراكة الوطنية الحقيقية هي الاساس لاستتباب الامن، وهذا بدوره المدخل الرئيسي للبناء والاعمار وتوفير الخدمات والقضاء على الفساد بكل اشكاله ومظاهره، وبالتالي تصحيح وتعديل المسارات الخاطئة في العملية السياسية والوضع العام للبلاد بمختلف جوانبه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك