الكاتب ..عمران الواسطي
كثيرا ما تعودنا أن نسمع الخطابات المفيدة والضرورية ، والتي تلبي حاجة ومتطلبات الشارع العراقي من قبل سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ( وخصوصا في الملتقى الثقافي الأسبوعي ) حول ضرورة التكاتف والتعاطف والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد ، وكذلك كثيرة هي التوصيات والتصريحات التي يطلقها سماحة السيد الحكيم في سبيل توجيه الأنظار إلى مسالة مهمة تخص المصلحة الوطنية التي هي بالتالي مصلحة المواطن العراقي . وهذه الخطابات إنما تمثل مرتكزا مهما في طريق تحسين الأداء الحكومي من ناحية النوع والكم وهي خطابات ذات معان ودلالات كثيرة . كما لم تقتصر خطابات السيد الحكيم القيٌمة على الساسة فقط بل كانت هذه الخطابات تشمل جميع الجوانب الحياتية في المجتمع العراقي . وها هو الان يطلق رسالة مهمة تحوي على مجموعة من التوجيهات الضرورية لبداية عام دراسي جديد يطلب فيه الطلبة الأعزاء العلم والمعرفة . واليك عزيزي القارئ بعضا من تلك التوجيهات : الأولى / إلى وزارة التربية وملاكاتها الإدارية الكريمة وقيادتها ولمن يضع السياسات التربوية والتعليمية فيها ، وأقول لهم أن هؤلاء الطلبة هم مستقبلنا وهم أملنا وقد ارتبط مصير البلاد في قادم الأيام بهم وهم أمانة في أعناقكم ، كيف ستتعاملون مع هذه الحشود المليونية الكبيرة وكيف وكم ستبذلون من الجهد في تربيتهم وفي إعدادهم ووضع السياسات الناجحة في التعامل معهم ، إذا صلح التعليم صلح جيل المستقبل وبالتالي صلح البلد ، فصلاح العراق من خلال تلك السياسات التي تضعونها في وزارتي التربية والتعليم العالي ، أن هذه المسؤولية التاريخية تدعوكم لتصلوا الليل بالنهار وان تعملوا جاهدين بما أوتيتم من قوة للقيام بالإصلاحات الضرورية في النظام التعليمي في العراق وفي المناهج الدراسية بالطريقة التي تواكب التطور العلمي الهائل وتتماشى مع طبيعة المعايير العلمية الدولية في المعلومات التي نقدمها لطلابنا وطالباتنا في هذه المناهج الدراسية ، هذه المناهج التي يجب أن تتماشى مع مبدأ احترام الخصوصيات والتعدديات في العراق ولابد لأبناء كل طائفة وديانة وقومية أن يسمح لهم بالتعرف على عقائدهم ودينهم وفكرهم وعلى تاريخهم ورموزهم دون احتكار لرؤية أو فرض رؤية على جميع هؤلاء الشباب . الكلمة الثانية / أوجهها للأساتذة والكادر التدريسي والتعليمي والإشرافي والتربوي في مدارسنا في العراق ، الكادر التدريسي نقف أمامه بتصاغر موقف الإكبار والإجلال لموقعه وما يقوم به من مهمة أساسية وكبيرة ، نقف أمامهم بكل احترام وتقدير مثمنين لجهدهم شاكرين لوقفتهم في تربية أبنائنا ، ولكن أقول لهم أيها الكرام إن مسؤوليتكم عظيمة أمام الله والمجتمع لأعداد الطلبة ، فمهما كانت مشاكلكم الحياتية واليومية كبيرة وعظيمة ومهما كان التقصير بحقكم من الجهات المختصة كبيرا وواسعا ولكن حاشى لكم أن تتساهلوا في تقديم كل ما لديكم من العلم والمعرفة في بناء الجيل الصاعد وتنشئته بالشكل الصحيح وغرس حب الوطن والوطنية الصالحة في نفوس أبنائنا وبناتنا .كلمة ثالثة / أوجهها لأبنائي وبناتي من الطلبة والطالبات ، أيها الأعزاء إنكم تصنعون مستقبلكم بأيديكم وأصبح مستقبل الوطن أمانة في أعناقكم ومرتبط بكم لننظر كيف تتحملوا هذه المسؤولية الكبيرة وكيف تستثمروا كل الفرص في تطوير قدراتكم وقابلياتكم ومهاراتكم العلمية والتربوية وتكريس الإخلاص لله تعالى والحس الوطني في نفوسكم ، فكلما كان استعدادكم اكبر لذلك الغد المنشود كلما كان العراق بخير فكلنا متفائلون بمستقبل هذا البلد من خلال تفاؤلنا بقدراتكم وطاقاتكم ، أيها الأعزاء الطلبة والطالبات انطلقوا بهمة الشباب وحماس الفتيان بأمل منشود منكم ومن قدراتكم وحققوا ذاتكم واستعدوا لخدمة وطنكم ، إننا نثق بقدرات الشباب وسنبقى ندافع عن الشباب وعن حقوقهم وهمومهم وعن تطلعاتهم ، سنقف إلى جانبهم وندافع عن قضاياهم . ومن خلال هذه التوجيهات لابد أن نعلم إن اهتمام السيد عمار الحكيم لا يقتصر بالجانب السياسي والاقتصادي فقط ، وإنما يؤكد سماحته دائما على الجانب التربوي باعتباره يشكل البناء الصحيح للشخصية العراقية كما إن اهتمامه بشريحة الطلبة يدل على حرص السيد الحكيم على أهمية بناء جيل واعي متمكن من صناعة المستقبل .
https://telegram.me/buratha