المقالات

الشراكة بين الفوضى او تعزيز الاستقرار

501 00:35:00 2011-10-05

كريم الشيحاني

تستغل عصابات الإرهاب الوضع السياسي المتأزم في البلاد لتحاول أن تعيد سيطرتها ونشاطها في العراق من جديد ,خصوصا وان الأمريكيين منحوا هذه العصابات فرصة لا تعوض من استئناف أنشطتهم الإرهابية من جديد ,حين اخرجوا آلاف الإرهابيين المحترفين من سجون بوكا والتاجي مقابل ان يقسم الإرهابي على المصحف بأنه لن يعود الى ممارسة أنشطته المسلحة من جديد في خطة ساذجة ومكشوفة تهدف إلى إبقاء ملف الإرهاب مفتوحا ومقايضة الوجود الأمريكي في العراق مقابل إيقاف الأنشطة الإرهابية المسلحة التي باتت الآن أكثر جرأة وكثافة وقدرة على استهداف المدن والمناطق العراقية المختلفة شمالا وجنويا غربا وشرقا . ومن الواضح ان قدرة الحكومة على إيقاف هذا النشاط الإرهابي ما يزال محفوف بالشكوك ,حيث التنازع والانقسام الواضح وتحول الدولة وأجهزتها الحكومية إلى ميدان لتصفية الحسابات وأعمال الانتقام وإعادة إنتاج الطائفية من جديد ,حيث تحولت وزارات الدولة الى محميات طائفية وعشائرية باسم هذا الحزب وذاك وكأننا أمام عودة ثانية الى وضع الاعوام 2005 و2006 من جديد ,لكن كل ما ينقص هذا المشهد هو حادث إرهابي ضخم بمستوى هجمات سامراء ورد فعل انتقامي شيعي يعيد تازيم الأوضاع من جديد . الانشغال بالمكاسب والصفقات التجارية وتغول الفساد في مؤسسات الدولة الى هذا الحد المخيف الذي أصبح امرا خطيرا ويهدد أوضاع البلاد بالخطر الشديد . ان القطيعة والتباعد بين المكونات السياسية واختطاف أنجاز الديمقراطية الذي تحقق وتحويله إلى هدف ومكسب وربح سياسي وحزبي ليس صحيحا ,بل ينذر بكوارث خطيرة ومسالة عودة الخلايا الإرهابية لاستئناف أنشطتها من جديد واحدة من اكبر علاماتها وسط ضعف حكومي واضح في مواجهتها . لقد جرب العراقيون في السابق الاختلاف والقطيعة والتباعد في الماضي وكانت النتيجة حربا دموية طاحنة ازهقت أرواح ألالاف من الأبرياء . ان الأيمان بالشراكة الحقيقية ينبع من داخل نهج الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية الحالية وتحويلها الى منهج عملي يقوم على قبول الآخر شريكا فاعلا في العملية وهذه الشراكة وحدها من تغلق الأبواب بوجه الإرهاب وتفعل من دور البرلمان وباي المؤسسات في البلاد التي ستكون الشراكة الحقيقية والفاعلة السند الرئيس لها لكي تقوم بعملها بالشكل الصحيح وعندها يمكن التصدي بحزم وشجاعة للإرهاب والفساد والاختلاس والانطلاق بشكل فاعل وصحيح لبناء دولة المؤسسات في البلاد والتي ما تزال مجرد شعار وحبرا على ورق يصطدم بانانية بعض السياسيين وركضهم نحو المناصب والكراسي حتى وان أدت إلى تازيم الأوضاع في البلاد وتدهورها من جديد ,خصوصا وان قسما من السياسيين الحاليين في البلاد لا يؤمنون بالديمقراطية ,بل يعتبرون ما حصلوا عليه من مكاسب سياسية استحقاقا لهم وممرا لتأسيس نوع جديد من الدكتاتورية والهيمنة باسم الديمقراطية والتحولات باعتبارها الوصفة الأقرب لحكم العراق من جديد وفق نهج دكتاتوري كنا قد ظننا بأننا غادرناه صبيحة يوم التاسع من نيسان من عام 2003. السيد عمار الحكيم ينفرد من بين كل السياسيين بدعواته المستمرة التي تنبع من قلب يتوجع على العراق والشعور بالألم أمام مشاهد القطيعة والتباعد ونتائجها السلبية التي تسمح للإرهاب بذبح المواطنين العراقيين وإضاعة الفرصة في بناء دولة المواطن التي لن تجد سندها في النزاعات ,بل في التقارب والتلاحم والمضي سوية في طريق البناء والأعمار لا الحروب والنزاعات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك