المقالات

الوضع الأمني وعلاقته بالمشهد السياسي

594 09:49:00 2011-10-05

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

في العراق اليوم ، أضحى كل شيء مرتبط مع بعضه . وهذا الترابط ربما هو من سبب حالة الإرباك التلكوء وزيادة الأخطاء في الكثير من الملفات الحكومية ، الأمر الذي بات تأثيره يسقط بشكل مباشر على الشارع العراقي ، ففي العراق الان كل الأمور مرتبطة بما يكون عليه المشهد السياسي ، وأصبح هذا المشهد هو المحرك الأول والرئيس لمجمل الأحداث في العراق . أي بمعنى أخر إن جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تتأثر تأثيرا مباشرا على كل مستحدث في المشهد السياسي العراقي ، وصارت الاتفاقات والتقاطعات والمناكفات والتوافقات هي من تغير وتقود الأحداث في العراق ، مرة نحو الأفضل وأخرى نحو الأسوأ . ومن أهم الملفات التي تتأثر بالمشهد السياسي بشكل كبير هو الملف الأمني . حيث راح هذا الملف يزداد سواءا وإرباكا وتخلخلا كلما ازداد توتر العلاقات بين مختلف الكتل السياسية بحيث راح الأمر يؤثر بشكل سلبي على نوعية الأمن المقدم للمواطن من قبل الأجهزة الأمنية المختصة ، فكثيرا ما دعت المرجعية العليا في النجف الأشرف ، ودعا كذلك بعض قادة الكتل إلى ضرورة إبعاد الشارع العراقي عن ما يدور في أروقة السياسية حتى لا يكون هناك ما يعكر صفو هذا الشارع . ولكن هذه الدعوات والخطابات لم تجد لها آذانا صاغية لان ما يجري الان بين بعض قادة الكتل ونوابهم من إلصاق التهم والتشهير والتسقيط ، القى بضلاله بشكل كبير ومباشر على مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد مما ساهم في خلق حالة من عدم الرضا من قبل المواطن العراقية لأجهزته الأمنية . فالتفجيرات الأخيرة في بعض المحافظات العراقية وعمليات الاغتيال بواسطة المسدسات الكاتمة والعبوات اللاصقة المستخدمة هذه الأيام بكثرة بالإضافة إلى ما جرى قبل أيام قلائل من جريمة النخيب وما تلاها من بعض الإرهاصات التي ظهرت من خلال وسائل الاعلام لبعض الشخصيات العراقية ، والتأخير المستمر في اختيار الوزراء الأمنيين ، كل تلك الأمور جعلت من الطبيعي أن ينظر للملف الأمني بأنه ملف غير متزن ولا يعمل وفق منظومة صحيحة ، ويدور منذ فترة ليست بالقصيرة في نفس الحلقة . وبالتالي صار الترابط بين الوضع الأمني والمشهد السياسي ترابطا قويا لا يمكن أن يتم الفصل بينهما إلا بجلوس الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة ، ونبذ الخلافات والمصالح الشخصية والحزبية وجعل المصلحة الوطنية هي محل الاهتمام بين الجميع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك