بقلم .. رضا السيد
بين مدة وأخرى نسمع عن إن مجموعة من النواب او لجنة معينة داخل مجلس النواب العراقي تجمع التواقيع من أعضاء المجلس لتفعيل موضوع معين او لاستجواب مسؤول في الحكومة العراقية . وفي بعض الأحيان ينجح الموضوع وأحيانا أخرى لا يستفاد منه شيئا غير الاعلام . وفي كلا الحالتين فهناك يتحتم علينا أن نعلم إن في الأمر ( ملابسات او خفايا ) ربما لم يطلع عليها الشعب العراقي بشكل دقيق ، وألان وفي تطور جديد تعتزم لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي استدعاء السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وكذلك قادة الأجهزة الأمنية المختلفة في العراق للوقوف على أسباب تراجع الملف الأمني في البلاد وما يمثله هذا التراجع من خطورة على طبيعة استقرار وامن المواطن العراقي من جهة وعدم قدرة الأجهزة الأمنية العراقية على مسك الأرض واخذ زمام الأمور بما يتلائم وحجم الإمكانيات المقدمة لدعم الأجهزة الأمنية من جهة أخرى . فمنذ فترة طويلة يشهد الملف الأمني تراجعا واضحا في نوعية الواجبات المكلف بها والتي لابد أن يقدمها للمواطن العراقي ، فهي تفتقر إلى الجانب ألاستخباراتي . كما إن ازدياد عدد العمليات الإجرامية والإرهابية في عموم العراق يعتبر مؤشرا خطيرا في عدم إمكانية القوات الأمنية أن تكون قادرة على إدارة هذا الملف بشكل سليم وقوي . بالإضافة إلى إن تأخير تسمية الوزراء الأمنيين بسبب الخلافات الدائرة بين بعض الكتل ساهم هو الأخر في زيادة حجم الأزمة التي يعاني منها الملف الأمني في العراق . فما تريده الان لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي هو أن يقوم السيد القائد العام للقوات المسلحة وكذلك المعنيين والمسؤولين على الملف الأمني العراقي بإيضاح أسباب الوضع المتدني الذي يمر به الملف الأمني في العراق وبيان الأسباب الحقيقية التي أدت بهذا الملف الحيوي والمهم في الوصول إلى هذه الحالة المترهلة . فالعراق الان يملك عشرات إضعاف القوة الأمنية التي كانت موجودة في زمن النظام البائد ، ولكن على ما يبدوا فان للتأثيرات الداخلية والخارجية مصلحة في بقاء الوضع الأمني على ما هو عليه ، كما إن الفساد المالي والإداري الكبير في المؤسسات الأمنية بات هو الأخر يشكل عائقا أمام نجاح هذا الملف المهم . على العموم فما ذكرت لكم من بعض أسباب انهيار الوضع الأمني هي بعينها ما يشاهده ويلمسه المواطن العراقي . أما ماذا ستكون الأعذار التي سيأتي بها المسؤولون على الملف الأمني عندما يقفون أمام مجلس النواب العراقي فإنها ستعرف في حينها .
https://telegram.me/buratha