همام عبد الحسين الكرخي
حين يكون الوطن في مقدمة أهتما متنا وحين تعمر قلوبنا بحب شعبنا وبلدنا.فقط يمكن الحديث عن أجواء ايجابية لحل الخلافات وتذويب المشكلات والبحث عن مشتركات وبخلاف ذلك فالضبابية تحكم المشهد السياسي وتؤدي بآمالنا الى الهاوية .فمن غير المنطقي أن نتحدث عن ملفات مجتزئة وان ننطلق من دوافع شخصية وحزبية أو من تخندق وراء منافع شخصية تاركين الوطن في قارعة الطريق . فحين يحث ذلك يعد مؤشر سلبي على أن هناك خللاً كبيراً في أنماط التفكير وطرائق السلوك السياسي ومعايير الوطنية .فالحكومة تعد النجاحات الأمنية نجاحات لها والقوى التي تعترض على الأداء الحكومي تعدها ورقة ضغط لتحقيق مكاسبها السياسية في حين أن الأمن مثل الخدمات ملفان متوازيان يؤشران أن نجاح العملية السياسية برمتها من عدمه.الطريق للتوافق على مرشحي الوزارات الأمنية مازال معبداً بالشوك في ظل الاختلافات المستمرة والتفاهمات المفقودة بين الكتل الرئيسية التي توزعت بينها تلك المقاعد منذ فترة طويلة وظلت شاغرة لتعذر التوافق على أسماء المرشحين لشغلها .رئيس الوزراء الذي يعتبر من حقه أن يرفض أو يقبل المرشح لشغل أي وزارة أمنية بناء على مؤهلاته وانه غير ملزم بالموافقة على المرشحين الضعفاء أو الذي لايناسب المنصب أو ممن لاتتوفر فيه الشروط المطلوبة .وكما مرر نواب رئيس الجمهورية بسلة واحدة أغضبت الشارع وتسبب باستياء المرجعية الدينية يتجدد الحديث اليوم بتمرير المرشحين لشغل المناصب الوزارية الشاغرة بسلة واحدة ..!وبموجب هذه السلة الواحدة يتساوى الضعيف والسمين ويكون الموضوع مجرد صفقة تصوت بموجبها الكيانات السياسية على المرشحين بغض النضر عن أي ملاحظات بشأنهم .. أن هذه الآلية غير الديمقراطية تسد الباب بوجه أي اعتراض من قبل الأعضاء الآخرين خارج الصفقة للتعليق أو عدم الموافقة كما تقطع الطريق أيضا عن الكتل المنفقة نفسها لنقد أو تغيير أي وزير وتقود بالنتيجة الى ان يضل رئيس الوزراء مرتهنا بهذه الآلية لان السادة الوزراء جاءوا بصفقه واحدة ولهذا لابد لرحيل احدهم من صفقه أخرى تبدو الملفات متداخلة بشكل كبير والحديث المستمر عن انسحاب هذا الطرف آو ذاك لايعكس حيوية العملية السياسية ولا جديتها بل يؤشر مرضاً عضوياً يستلزم الاستئصال أو الكي ..حين تكون الوطنية هي المعيار الأول والأخير للانطلاق نحو باحة تحقيق الآمال والأحلام والأماني تذوب كل المسميات ويصبح الوطن في المقدمة ...
https://telegram.me/buratha