المقالات

أزمة دائمة وشعب يتفرج / حافظ آل بشارة

594 10:54:00 2011-10-06

حافظ آل بشارة

 مرة اخرى يستضيف الرئيس جلال طالباني اجتماعا للكتل السياسية ، محاولة جديدة لمعالجة الازمة السياسية القائمة ، يقال ان الرئيس مهتم بمصير القوات الامريكية في العراق ، واذا ادرج موضوعا آخر للاجتماع فهو للمجاملة والتغطية ، الامريكيون يريدون قبل انسحابهم النهائي الاتفاق حول جنودهم الباقين في العراق للتدريب ، عددهم ، عملهم ، مكان اقامتهم ، وهل لهم من حصانة قانونية ؟ الرئيس مكلف بحسم هذا الملف وهو من قوم يدعون الى بقاء الامريكيين بلا قيد اوشرط ، لكن الشائع في اوساط الكتل ان اجتماع اليوم ان عقد فعلا فسوف يناقش الازمة السياسية القائمة في البلاد ، وهناك تشاؤم عام لأن الازمة اصبحت اكثر تعقيدا واتسعت الهوة بين الخصوم وامتدت الخلافات حتى بين الاصدقاء ، هناك تصور في الشارع وتهكم وطرائف مضحكة تقول بأن المجتمعين مستعدون لحسم موضوع القوات الامريكية في ساعة واحدة ، ولكن حسم خلافاتهم يتطلب سنوات . هذا نظام ديمقراطي ومعناه بالعربي (حكومة الشعب) ولكن لا أحد من المشاركين في هذا الحكم يهتم برأي الشعب ، استبيان بسيط سيظهر ان الجمهور لم يعد يشعر بتمثيل هذه القوى له ، ولا خلاف بأن التمثيل نوعان تمثيل تأريخي كأمر واقع اكتسبته بعض القوى كحركات تحرر قديمة جاهدت وناضلت لاسقاط النظام السابق ، وتمثيل انتخابي عبر صناديق الاقتراع يعزز التمثيل التأريخي ، ولكن مصداقية كلا التمثيلين تزعزعت كثيرا عندما شعر الجمهور بأن النخبة التي تمثله اصبحت لديها مصالح تتقاطع مع مصالحه ، واصبحت خلافاتها لا تهمه كثيرا ، ومع انه رضي مكرها بهذا التحول على أمل ان تتغير الاوضاع مستقبلا وجد ان الاطراف المتصارعة ان ربحت فربحها لها وحدها وان خسرت فالشعب هو الذي يدفع الثمن ! وهذه معادلة لا يرضاها الا احمق ، نقطة الضعف الكبرى لدى القوى المتصارعة هي انها تفقد غطاءها الجماهيري تدريجيا وترسم لنفسها صورة سيئة في الوسط الانتخابي ، صورة النفعي ، الاناني ، الفاشل في ادارة الدولة ، الفاشل في تحالفاته السياسية ، الفاقد للمقومات الاخلاقية التي يجب ان يتحلى بها الحاكمون ، الجاهل بتحولات الرأي العام واثرها في المستقبل السياسي . الأزمة بين الكتل لا تنفرج الا اذا التزم الجميع بشروط العمل المشترك ، وهي بديهيات معروفة في كل البلدان التي تدار بائتلاف سياسي وأهمها : التساهل وتقديم التنازلات المتقابلة ، الوفاء بالعهود المنعقدة بين القوى سواء كانت شفوية أو تحريرية ، احترام الدستور وعدم تجاوزه واتخاذه حكما في الخلافات ، تقديم ما فيه مصلحة البلد على المصالح الحزبية والشخصية ، النظر الى الأمور بأفق أوسع فالحكم تداولي لا يدوم عرشه لأحد ومن حرم اليوم من حقه سينتصف غدا ، والحاكم اليوم محكوم غدا ... الغريب ان جميع القوى السياسية نصبت منابر الوعظ وراحت تستنكر الازمة القائمة وتدعو الى الحل وتلعن الشيطان فمن هو المسؤول اذن ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك