السيد الجيزاني
من ابرز المشاكل التي يعاني منها العراق الجديد،هي مشكلة تحزيب الوزارات اوتمذهبها ،هذه المشكلة ورغم الجهود المبذوله من الحكومة في التصدي لها،لكنها مازالت تعيث بالدولة فسادا،ومن المعالجات توجيه رئيس الوزراء عند تشكيل الحكومة الحالية بضرورة نشر الدرجات الوظيفية الشاغرة على مواقع الوزارات واستلام الطلبات من خلالها،وفعلا حصل الامر،لكن تم الالتفاف بعدة طرق على هذه الالية ابرزها وضع عنوان بريدي لايفتح امام الراغب في ارسال طلبه(كما حصل في وزارة العلوم والتكنلوجيا)،او قامت بعض الوزارات بتوجيه مكاتب حزب الوزير بعمل اقراص سي دي بأسماء كوادرها وارسالها للوزارة والاعلان عن ان تلك طلبات التعيين هي التي وردت من خلال موقع الوزارة واهمال الطلبات التي وردت فعلا! والان من يتابع بعض الوزارات يجدها قد تحولت الى مقر لحزب الوزير،ومكاتب حزب الوزير تحولت الى فروع للوزارة التي يتولى ادارتها ومن خلالها تجري التعيينات والترفيعات،والغريب ان اكثر من يشكوا في الاعلام من التهيش لاسباب طائفية ويقيم الدنيا ولايقعدها في وسائل الاعلام عن هذا الامر عندما يتولى ادارة وزارة يجري عملية تطهير عرقي في مفاصل الوزارة التي يتولاها،ففي رئاسة مجلس النواب تم اقصاء معظم موظفي الرئاسة واستبدالهم بموظفين ربما اقل خبرة وكفائة باخرين من مذهب رئيس المجلس كما تشير الوثائق التي تنشرها وسائل الاعلام،وفي وزارة العلوم والتكنلوجيا جرت وتجري عملية تمذهب في الوزارة لم يشهد لها العراق منذ تشكيل وزارة مجلس الحكم الى الان مثيل،حيث تم تطهير مقر الوزارة من جميع رؤوساء الاقسام السابقين،واستبدالهم بأخرين من مذهب الوزير ومن حزبه بالتحديد،والادهى ان من استبدل ببديل اقل منه كفائة وتحصيل علمي وكل مؤهلة انه من مذهب الوزير،وتم جلب مدير عام من خارج الوزارة ليتولى مسئولية الادارية والقانونية في الوزارة ومن حزب ومذهب الوزير،والغاية تمرير تخصيص اكثر من 90% من الدرجات الوظيفية المخصصة للوزارة لطائفه واحده ،ومن تبقى كان من نصيب انصار وموالي القائمة العراقية من المذاهب الاخرى، وبعد ذلك تمدد السيد الوزير ليقوم بحملة لاستبدال المدراء العامون من المذاهب الاخرى بأخرين من مذهبه،حيث تم تعيين مترجم المجرم حارث الضاري بمنصب مدير عام دائرة البحوث الزراعية ،وهو بدورة يبدأ الان بمواصلة حملة لتطهير اقسام ومراكز دائرته،العجيب ان وزير التعليم العالي اراد تطبيق نص قانوني دستوري والقاضي بعدم تولي المشمولين بأجتثاث البعث مناصب قياديه، ناهيك عن رفع عملية تطهير سابقة قام به سلفة في مفاصل وزارة التعليم ملئوا الدنيا صياحا ومن خلال وسائلهم الاعلامية،بأن وزير التعليم يمارس الطائفية،والاغرب انهم من يطالب الحكومة بتطبيق عملية توازن في مؤسسات الدولة تصل الى منصب المدير العام،ويعدون ذلك حق مغتصب لهم،ولو قمنا بأجراء حساب بسيط نجد ان قائمتهم لديها اكثر من عشر وزارات ومناصب سيادية في رئاسة الجمهورية والوزراء ومجلس النواب وكل ممثليهم ووزرائهم تقريبا يمارسوا عملية التطهير كما في رئاسة ديوان الرئاسة ومكتب نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزارات المالية التي هي الاخرى تتعرض لعملية تطهير وصلت الى موافقة الوزير على القروض للمتقدمين بموافقة خاصة لابناء طائفة واحدة وبأمتيازات خاصة وهذه من الطرق الصدامية،فضلا عن وزارة العلوم والتكنلوجيا والوزارات الاخرى ،وعند حساب نسبة جاهير القائمة الى مكونات الشعب العراقي الاخرى نجد ان الاغلبية هي من تحتاج الى المطالبة بالتوازن في مؤسسات الدولة والمناصب العليا فيها،وعلى ممثليها وعلى دولة رئيس الوزراء بالتحديد ان يقوم بألغاء جميع التغييرات التي حصلت بعد تشكيل الحكومة ويشكل لجنة لاعادة النظر بجميع التغييرات التي حصلت في المناصب القيادية وبجميع الوزارات،وقبول ماهو مبرر قانونا وماحصل منها لاغراض حزبية وطائفية،وعلى ممثلي الاغلبية في مجلس النواب الوقوف مع رئيس الوزراء ودعم هذا الامر، ووضع ثوابت يجتمعوا عليها رغم كل اختلافاتهم،لكون الدولة التي يفترض ان تقاد من قبل الاغلبية وفق النظام الديمقراطية بدأت تصادر خلسة دون ان يشعروا بذلك،او يشعرو لكنهم يخشون صوت الاخر العالي الذي يطالب بدون وجه حق او يخشون الاتهام بالطائفية،وليبحثوا على الوثائق التي يجيدو بحثها عندما تتعلق بأحد منهم !!!،وهذا كما نعتقد خيانه ومساومة على حق دستوري لاغلبية عانت ماعانت من النظام السابق،وبالعودة الى وزارة العلوم نجد ان الوزير والمفتش العام كلاهما من طائفة واحده ويعملان بتناغم شديد بحيث ان المفتش العام والذي يفترض ان يمثل جهة رقابية يبارك كل المفاسد التي تحصل في الوزارة والاسباب طائفية،ولهذا ملفات الفساد مسكوت عنها،نأمل ان يجد هذا الامر صداه ،ويجب متابعته على اعلى المستويات وبالخصوص في التحالف الوطني الذي ذاقت جماهيره المرار بسبب مواقفه الضعيفة وخلافاته التي يبدوا انها لن تنتهي ولاتقف عند حدود....
https://telegram.me/buratha