بقلم .. رضا السيد
ليس غريبا أن نشهد مبادرة جديدة من مبادرات السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو الذي عودنا دائما على طرح المبادرات الوطنية التي طالما كانت المفاتيح للكثير من الأزمات التي افتعلها السياسيين العراقيين وأقحموا الشعب العراقي بها ، ولو إن اغلب تلك المبادرات تم مصادرتها ونسبها إلى جهات أخرى ، ولكن هذا لم يفت من عضد السيد الحكيم بل بالعكس كان يؤيد ويناصر بل وكان أول الداعمين لما يقوم به غيره في سبيل إخراج الوضع العراقي من عنق الزجاجة ، وفي سبيل المصلحة الوطنية ، فكانت تلك المبادرات بحق دليلا على إن السيد عمار الحكيم يدعوا إلى أن يكون مبدأ المشاركة الوطنية واحترام الرأي الأخر هو المبدأ السائد بين الأطراف السياسية العراقية ، وقد شهد بذلك الكثير من قادة الكتل السياسية والشخصيات العراقية . فكانت نقطة إلى جانب النقاط الكثيرة لصالح السيد عمار الحكيم . وها هو الان يطل علينا بمبادرة وطنية جديدة من شانها فك الاختناقات في المشهد السياسي العراقي . وقد جاءت تلك المبادرة خلال كلمته التي ألقاها سماحته في الملتقى الثقافي الأسبوعي الأربعاء 5/10/2011 في مكتبه ببغداد وجاء فيها : المبدأ الأول :ـ لمبادرة الحوار الشامل يجب على جلوس الجميع إلى طاولة الحوار الوطني، وضرورة أن يكون حوارا بناءً للخروج بحلول حقيقية لا حوارا من اجل الحوار فقط ، وان هذا الحوار يحتاج إلى صراحة ووضوح ونوايا صادقة وثقة متبادلة ونبرة حوار هادئة، بعيدا عن المناورات والتكتيكات الضيقة والقصيرة.المبدأ الثاني:ـ التأكيد على ضرورة أن يستعد السياسيون على التنازل بعضهم لبعض والبحث عن حلول وسطية وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الأخرى، وان لا يكون الحوار على أساس الربح والخسارة، ولن يكون هناك رابح إذا ما خسر العراق ولا احد سيخسر إذا ما ربح العراق، فان ربح الجميع بربح العراق وخسارة الجميع بخسارته.المبدأ الثالث: ـ أن يكون الحوار بين السياسيين منصبا على إزالة الأزمات وتذويبها وليس تصعيدها او معالجة الأزمة بأزمة أخرى، والتأكيد على ضرورة تحديد المساحات التي يلتقي بها الفرقاء ومواطن الاختلاف فيما بينهم كي تعالج وتضع لها الحلول، والتشديد على إن إمكانية الحصول على حلول للازمات تتحقق حينما ينظر للمشاكل بنظرية السلة الواحدة،لان الحلول الجزئية عاجزة ولا تعالج مشاكل البلد لذلك نحتاج إلى رؤية شاملة وعملية على أساس إن الحلول العامة هي الأهم.المبدأ الرابع:ـ التأكيد على إن الدستور هو السقف الذي نتحاور دونه ونحتكم إليه دون تحميل الدستور ومواده تفسيرات وتأويلات غير مبررة، وضرورة الأخذ بالدستور كله دون الأخذ بفقرة وترك الأخرى، على اعتبار إن الدستور هو المظلة الراعية للعراقيين وهو الضمان لحفظ حقوقهم جميعا.المبدأ الخامس: ـ الحذر من الاتفاقات السرية والتفاهمات الثنائية والصفقات تحت الطاولة، والدعوة إلى الذهاب لحوار وطني شامل والخروج باتفاقيات وطنية واضحة تعلن في الملأ على الشعب العراقي ليتعرف على ما تم الاتفاق عليه بين القوى الوطنية،لان الشعب هو الضمانة الحقيقية لتنفيذ هذا الاتفاقفهذه المبادئ الخمسة التي طرحها سماحة السيد الحكيم كما عودنا دائما على احتضانه للمشروع الوطني يمكن لها أن تساهم في ترطيب الأجواء وحلحلة الأزمة بشكل يمكن من خلاله الوصول إلى ما يخدم المصلحة الوطنية العراقية .
https://telegram.me/buratha