بقلم: علي لطيف الدراجي.
لم يكتفي وباء العصور المتمثل بالقادة العرب المتشبثين بعروشهم في الهيمنة والسيادة ، لابل اخذوا يمنحون(الوكالة) لسيداتهم اللاتي لايرضين بوصف(حرم الرئيس) وانما أخذن يأمرن بضرورة تسميتهم بــ(سيدة القص) او (السيدة الأولى) ، فهذه السيدة المحظوظة لديها هي الأخرى وبمعزل عن زوجها(الزعيم الملهم) حكومة نسوية تتكون من زوجات الوزراء ونواب الرئيس وزوجات السفراء وممن يسبحن بحمدها من نساء القصر وممن يعشن في ظلال(السيدة الأولى) اللاتي يحتلن مواقع الصدارة في أروقة القصر والوزارات وكل مامن شأنه ان يثبت اوتاد حكمهم ويعمل على ديمومته ، ولديها ايضاً جهاز مخابرات نسائي يتحمل كافة مسؤولياته أمام(السيدة الأولى) ويتكفل بنقل كل صغيرة وكبيرة لها ويعمل على الحفاظ على سلطتها وجبروتها وهو لايقل أهمية عن أي جهاز امني في البلد طالما يخدم آمال ومصالح العائلة الحاكمة.حكاية (السيدة الأولى) لاتختلف مغامراتها من بلد لأخر فالظروف جميعها متشابهة ولكن الفرق الوحيد يكمن في شراهة السيدة وسلوكها مع المحيطين بها ، وسيدة قطر الأولى(موزة) حرم الشيخ حمد أطال الله في عمره وعمرها معا !! هي واحدة ممن يتربعن على العرش النسوي ن وربما يشاء(حمد) لا القدر يوماً في ان تكون مستقبلاً أميرة هده الدويلة وتصنع بيدها شرخاً في تاريخ عرب الخليج وسطوتهم على ابجدية الحكم.
السيدة موزة التي شاهدها العالم اجمع بجانب أميرها الفارس وابنائها في حفل تسمية البلد المضيف لمونديال كأس العالم 2022 ظهرت لأكثر من مرة على شاشات المحطات الفضائية في إشارة واضحة للجميع بأنها تقاسم أميرها كل شئ في قطر إلا ضخامته وعقاله وهذا يعني انها شريكة في كل مايجري في قطر من نهضة شملت جميع مفاصل الحياة هناك ، فهذه الدويلة التي تحتظن اكبر قاعدة عسكرية أميركية خارج الولايات المتحدة وهي قاعدة (السيلية) قد اخذت دوراً كبيراً ومؤثراً في رسم ملامح المستقبل العربي وبالتأكيد كل ذلك بمباركة اميركا ، وهذا الدور اضطلعت به قطر منذ عام 1991 وتبلور بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ومن خلال(جزيرتها) ورسالتها الإعلامية في دعم الإرهاب وإدارة التغييرات الجديدة على الساحة السياسية العربية.
وقطر اليوم تتجه نحو المستقبل بخطى كبرية حتى في المجال الرياضي حيث اخذت تخطف الأضواء من العديد من دول العالم فنجحت في خطف شرف استضافة مونديال 2022 وتقدمت بطلب استضافة دورة الألعاب الأولمبية والعاب ذوي الاحتياجات الخاصة 2020 وبطولة العام لألعاب القوى والعديد من الفعاليات الرياضية وكل ذلك ليس من صنع الأمير لوحده وانما لــ(موزة) حصة في خلطة (الكعكة) ولها الحق في نيل اكبر قطعة منها عندما يحين موعد إطفاء الشموع لذا من يمس اسم(السيدة الأولى) ويحاول ان يسخر منها بقصد او بحسن نية فهو يلعب بالنار دون شك ، وهذا ماجعل المخابرات القطرية تهرع لمنع مشاهد الاستهزاء قبل رفع الستار عن الفصل الأول ، حيث قامت بجمع الآلاف من الحقائب المدرسية التي تحمل صورة (موزة) الفاكهة لا صورة حرم الأمير لأنهم ايقنوا بأن السيدة الأولى سوف تكون في موقف لايحسد عليه وهي ترى اطفال بعمر الزهور يحملون حقائب فيها(السيدة الشبيهة) بشكلها المقوس النحيف وهذا مايجعل القطريين يتسائلون عن وجه الشبه مابين الاثنين وربما يقلقون من قادم الأيام فربما جهاز المخابرات المسؤول عن امن البلد الداخلي والخارجي الذي يجمع حقائب مدرسية فيها صورة(موزة) الفاكهة قد يقوم بعمل اكبر وهو منع الموز من الاسواق لئلا تقوم هذه الفاكهة بتدبير انقلاب مفاجئ او ثورة شبيهة بالثورات العربية ووقتها ستكون اجمل ثورة بلونها الأصفر ورائحتها الزكية ، وحينها ينفرد الموز بشرف الإنفراد بتفجير الثورات دون بقية الفواكه.
ان نوبة الخوف والقلق التي انتابت السلطات العربية جعلت اجهزة مخابراتها تسهر الليل وتقوم النهار لكشف كل محاولة يجدون فيها فرصة للنيل من رموز الظلم او حتى التفكير بحركة ما ضد النظام ، وأعراض هذه النوبة ظهرت حتى على المستفيدين من هذه الأنظمة الغاشمة وماحصل في دويلة الكويت مؤخراً خير دليل على ذلك عندما بادر طالب في المرحلة الإبتدائية يقيم مع والديه المصريين في هذه الدويلة بتوجيه سؤال لمعلمته ببراءة الطفولة المعهودة حيث قال لها لماذا لاتقوم ثورة في الكويت الأمر الذي دفع هذه المعلمة الحريصة على نعمتها في ظلال الإستبداد الى إبلاغ إدارة المدرسة عن سؤال الطفل هذا مما ادى الى فصله من المدرسة ليس لأن هذا الطفل الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره يشكل خطراً على نظام سياسي مسن وهذا بحد ذاته يتجاوز خطوط المنطق والعقلانية ، ولكن فعل الثورات العربية كان له ردة فعل طبيعية شابها الحذر وتبناها الآخرون ممن يعتقدون انهم قد يجدون انفسهم يوماً ما يهرولون حفاة الى سياراتهم وطائراتهم بحثاً عن ملاذ يسمى (المجهول) !!
https://telegram.me/buratha