الكاتب / مصطفى سليم
المجلس الأعلى للسياسات ألاستراتيجيه،لم يكتب له ان يرى النور بعد خلافات طالت فترة ليست بالقصيرة بين شد وحل،ومعترض ومرحب فالمعترضين يصرون على ان تشكيله يخالف الكثير من بنود الدستور ويتعارض معه،والمرحبين يعتبرونه متنفس ومخرج لازمة ستعصف بالبلد وهو حاجة ملحة لإقراره والإسراع بتشكيله،ليعلن (علاوي)عن قراره الأخير برفض تسنم رئاسة المجلس وإلغاء فكرة تشكيله.فلا ترُى لماذا هذا الموقف المتغير المفاجئ ومن يقف خلفه...؟ ولو رجعنا الى الخلف قليلا لعرفنا ان هناك عدة زيارات لم يسلط الضوء عليها أهما زيارة السيدين(الهاشمي و النجيفي) الى السعودية.فماذا جرى في تلك الاجتماعات،والى ماذا يخططون..؟لم أكن أتوقع ان سياسيا سوف يزور السعودية وخاصة بعد ما أشيع وعلى لسان ممثل مكتب الوفاق في محافظة (واسط)ماجد الأمارة، وإعلانه عن غلق المكتب بعد اكتشافه لوثيقة سرية تكشف عن وجود مخطط حقير مبرم مابين ملك السعودية ورئيس حركة الوفاق(د. أياد علاوي)،لاستقطاب عناصر النظام السابق وخاصة العسكريين منهم وإعادة فتح فروع للحركة في جميع المحافظات العراقية،لإعادة حزب البعث الى العمل السياسي وبشكل رسمي،ليصبح واضحا للجميع وبدون أدنى شك ان هناك قيادات خفية هي من يدير العمل السياسي في العراق لتطبيق أجندة خارجية فيه،وعندما أعمم الأمر باعتبار ان القائمة العراقية وبرئاسة (أياد علاوي)هي من حصل على أكثر المقاعد في الانتخابات الأخيرة، (والسيدان أسامة النجيفي و طارق الهاشمي) هما من نفس القائمة كذلك،وهنا يفتح لنا هذا الملف عدة مواضيع أخرى وملفات غامضة مرتبطة بنفس الموضوع،كيف اجتمعت كل هذه القوى المتناحرة في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة ولم تتفق على ابسط الأمور،لتتوحد في قائمة واحدة في مجالس النواب وبمخطط بعيد الأمد...؟لابد وان هناك دفع خارجي للقبول بهذا الأمر،وهذه القوى الخارجة التي تمتثل لها جميع القوى المتصارعة سابقا هي من يرسم الخارطة السياسية لهذه القوى وهم صناع القرار في عراقنا المسكين..ان خروج العراق من دوامة أزمته السياسية المخيفة غير ممكن بالمرة خلال هذه الفترة ولا ننطلق في هذه التقديرات من نظرة تشاؤمية أو ضيقة الأفق بل هي قراءة حقيقة للواقع المزري المتخوف منه ان ينهار ويطيح بآمال الجميع،ناشا من وحي قراءات متعمقة ومتفحصة للواقع السياسي المعاش والتي تشير بما لا يقبل اللبس أو الشك بان حدت الخلافات ما بين القوى السياسية العراقية في تصاعد غير مسبوق وان الشرخ اخذ في التعمق ما بين الفرقاء والذي يزيد التهابه وسخونته كثرة التصريحات الغير المسئولة والتي عادة ما تكون متشنجة ومشحونة بلغة الوعيد والتهديد ما يجعل فرص التلاقي وذوبان الجليد في أضيق حدودها ما لم تحصل معجزة .. وعتب المواطن العراقي المبتلى بعذاباته اليومية وهمومه التراكمية وضيمه الأزلي وتزايد احتياجاته أن التصريحات التي يطلقها هذا الطرف السياسي أو ذاك تفتقد في اغلب الأحيان إلى الجدية والمصداقية وهدفها تحقيق مكاسب حزبية ضيقتا...الوطن في مفترق طرق والمواطن مثقل بأحمال وهموم لا مبرر لها والسماء ملبدة بالغيوم التي يقف خلف صناعتها سياسيون ليسوا هم بيت القرار و لا يعجبهم العجب ولا ينصتوا لصراخ شعبهم الذي يريد الوصول إلى نقطة انطلاق تؤهله لبلوغ الحرية والحياة الحرة الكريمة . فهل لترى من كان ومازال يتهم الآخرين بالعمالة والانقياد لإرادة الغير سيعترف بعمالته وخيانته للوطن والشعب، ليصارحهم ولو لمرة واحدة ويخبرهم بأنه لا يمكنه العمل ألا بأخذ الشور من راس الثور...؟؟؟
https://telegram.me/buratha