حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بعد السقوط الكبير والمثير للاستغراب ، للزعماء العرب او من كانوا زعماءً للعرب في فترة ما ، راحت ملامح الخريطة العربية تتضح بشكل اكبر ، وراحت معها رياح التغيير تهب بشكل أكثر سرعة وقوة ، على أساس إن ما حدث في العراق كان الانطلاقة الأولى لما حدث في بعض البلدان العربية كما في تونس ومصر وليبيا ، وألان اليمن وسوريا ، وغدا ربما إن كل البيادق العربية سوف تسقط جراء رياح التحرير العاتية . إن ما حدث في البلدان العربية من تغييرات على مستوى الزعماء أعطى فرصة للشعب العراقي أيضا أن يقول كلمته من خلال التظاهرات التي خرجت في بغداد وعموم المحافظات ، والتي كانت مطالبها أن تكون هناك إصلاحات سياسية مناسبة ، وتنفيذ الوعود بالنسبة لتقديم الخدمات للمواطن العراقي . أي بمعنى أخر إن الشعب العراقي بدأ يؤثر بشكل كبير على طبيعة المشهد السياسي العراقي . ولكن ليست هذه هي المشكلة ..؟؟ فالمشكلة باتت تتعلق بالحكومة العراقية أكثر مما هي متعلقة بالشعب العراقي لان هناك قوى تحاول أن تفرض ما تريد على الحكومة العراقية وبحجج شتى ، وإلا فأن حال الحكومة العراقية ربما لن يكون أفضل من باقي الحكومات ؟؟!! فقد كشفت مصادر سياسية واسعة الاطلاع وقريبة من كواليس المنطقة الخضراء عن ترتيبات تجرى في دهاليز السفارة الأميركية بشأن التمديد للقوات الأميركية لمدة ستة أشهر بعد نهاية العام . وكرس الاجتماع، بحسب المصادر ، لمناقشة ثلاثة محاور أساسية ضمن المهمة الأخيرة للجيش الأمريكي يتصدرها موقف المالكي من التمديد للقوات الأميركية الذي استغرقت المناقشات فيه ثلاث ساعات متواصلة، واستعرضت خلاله التوقعات والخطط المضادة والاحتوائية فيما لو رفض المالكي المطالب الأميركية . أي إن هناك ما يدور في الخفاء لصناعة أجندات جديدة تخدم مصالح معينة . وبذلك ( وحسب ما ينه له التقرير ) يكون السيد المالكي في لائحة الأسماء التي يمكن أن يكون لها شأن مع برنامج الربيع العربي ، لان القوى الكبرى في العالم تسعى دائما إلى أن تجد الوسائل وترتب الأوراق لحساب مصالحها ومصالح حلفائها ، أما إذا تعارض الأمر مع ذلك فأن مصير من يقف بوجه هذه القوى هو نفسه مصير زعماء تونس ومصر وليبيا وربما أكثر .
https://telegram.me/buratha