الباحث :قاسم بلشان التميمي
لايخفى علينا ما للعشيرة من دور بارز ومهم في العديد من القضايا كما لايخفى علينا القوانين والاحكام التي تنظم عمل العشيرة وهي مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا ، لكن ان يمارس بعض الاشخاص اعمال ابتزازية باسم هذه العشيرة اوتلك فهذا امر غير مقبول اخلاقيا واسلاميا وانسانيا ،وهو امر يتنافى مع كل الاعراف والتقاليد. ان الذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما حصل ويحصل في عملية (الفصل) العشائري حيث تحصل امور اغرب من الخيال وانا هنا اود ان اذكر بعض هذه الامور واترك للقاريء الكريم التعليق عليها.قبل فترة (حلم) رجل تجاوز السبعين من العمربانه اثناء نومه جاء اليه اثنان يلبسان البياض وطولهما من الارض حتى عنان السماء ، وتحدث الرجل عن حلمه قائلا ( عمي طولهم من السما للكاع ولابسين ابيض) ،ويضيف الرجل (سمعتهم يقولون بانه ليس الشخص المعني اي الذي تقبض روحه ، وانما المعني فلان ابن فلان ، فما كان من الرجل وهو في قمة الخوف والذعر الا ان يقول (عمي فلان ابن فلان اني اعرفه ساكن في الفرع المجاور) ، بعد ذلك استيقظ الرجل وهو يطلب من الحجية ان تحظر له (اشوية مي) ، وبعد اقل من ربع ساعة من حلم الرجل تم سماع صوت صراخ قادم من الفرع المجاور وتبين ان (فلان ابن فلان) انتقل الى رحمة الله. وفي اليوم الثاني ذهب الرجل صاحب الحلم الى مجلس عزاء (فلان ابن فلان) وتم استقباله احسن استقبال ، لكن رجلنا صاحب الحلم لم يسكت بل تكلم عن حلمه ، فما كان من اهل المرحوم واقاربه الا ان يطلبوا من الرجل صاحب الحلم بمغادرة مجلس العزاء بعد توجيه اتهام اليه بانه هو من اعطى عنوان فقيدهم لملك الموت ولذلك لابد من فصل عشائري ، وحقيقة انا لا اعلم هل سيحضر ملك الموت في الفصل العشائري هذا للادلاء بشهادته... لا اعلم.اما القصة الثانية من الفصل العشائري فانها تتعلق في طائر (البطة) وكلنا يعرف البطة وهي اخت الوزة وبنت عم (البشة) وتقرب البطة عن طريق امها بطائر(الخضيري ودجاجة المي) هذه معلومات عن البطة، على العموم لنرجع الى قصتنا وبطلتها (البطة) حيث دهس رجل بسيارته (بطة) فقامت الدنيا ولم تقعد على الرجل والذي اقامها ولم يقعدها اهل واقارب وصاحب (البطة) المهم انعقد ديوان الفصل العشائري وجاء الرجل الذي قام بعملية الدهس جاء مع (جبير) عشيرته ، وبدأت (كعدة) العشايروتكلم صاحب (البطة ) وقال مخاطبا الرجل المسكين الذي دهسها (هل تعرف ان للبطة فراخ صغار) فرد الرجل في حيرة من امره (لا والله ما اعرف) ثم اكمل صاحب (البطة) وهل تعرف ان لها ديك ووو الخ ، فرد عليه الرجل المسكين (زين وين عمام واهل البطة) وهنا صاح صاحب البطة (يعني احنة مو بعينك) ، فقال الرجل (لا يابه موهذا قصدي انتم تكفون وتوفون ) وانتهت مراسيم الفصل ب(مليون دينار عراقي عدا ونقدا ثمنا للبطة).وااكد ان هذه القصة حقيقية وحصلت فعلا.اما قصتنا الثالثة عن الفصل فهي غريبة عجيبة وبطلها (جرذ ) وتقول القصة ان احدى الفتيات بينما كانت تستحم دخل عليها (جرذ) فارتبكت واضطربت اضطرابا شديدا ما ادى الى اصابتها بكسر في ساقها ، فما كان من اهلها الا البحث عن (الجرذ) وتوصلوا الى ان (الجرذ) اتى من بيت الجيران ، واكيد وبسبب (حسن الجوار) لابد من (الفصل ) وفعلا تم عقد مجلس عشائري وتم انها الموضوع بعد دفع اهل (الجرذ) الى اهل الفتاة مبلغ (4 مليون دينار عراقي) نعم (فور مليون دينار عراقي) ،وبعد ايام اشترى والد الفتاة (سيارة) ولكن لسؤ حظه انه اليوم التالي دهس (جرذ) بسيارته ، وكما يبدو ان العملية مخطط لها من قبل (الجار العزيز) الذي ثارت ثائرته وهو يصيح الثار ، وفعلا تم عقد مجلس عشائري وتم فصل (الجرذ) بمبلغ (6 مليون دينار عراقي) ، بمعنى ان صاحب الجرذ استطاع ارجاع مبلغ الاربعة مليون مضاف لها نسبة فائدة قدرها (2 مليون) دينار عراقي ، والحديث يطول ويطول.وبعد هذه القصص اود ان اقول وبكل قوة ان عشائرنا العربية الاصيلة هي اسمى واعلى وارقى من هكذا امور، ولكن هناك من يحاول الاساءة لعشائرنا و نحن بحاجة الى وقفة قوية للتصدي الى هكذا امور غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا العشائرية ، ونحن ايضا بحاجة االى ان يتصدى رجال والدين وشيوخ المنابر لهذه الامور حتى لا تفقد عشائرنا قدسيتها وهيبتها بسبب هذه التفاهات ، والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha