قلم : سامي جواد كاظم
في مثل هذه الايام من سنة 60 للهجرة يعيش الامام الحسين عليه السلام حياة المطارد من قبل جلاوزة يزيد وهنالك صفحات من تاريخ الحسين عليه السلام تستحق وقفة وربطها ببقية الاحداث التي جرت قبل وبعد استشهاده لنثبت للكثيرين خطأ كثير من الافكار والمفاهيم التي رسخها ممن يفسر واقعة الطف تفسيرا ظالما لنفسه وللتاريخ في عقول من لا دراية له بحقيقة ماجرى، اضافة الى ذلك هنالك من الامامية ممن تنطلي عليه هذه الاكاذيب بل واعتبرها من المسلمات ويرى ان ما يجري عليه اليوم وخصوصا شيعة العراق بانها دعوة الحسين عليه السلام وهذا خطأ فاضح و واضح .دراسة متانية لمواقف الامام الحسين عليه السلام بعد هلاك معاوية وتسلط يزيد يظهر لنا من هم اول من خذل الحسين عليه السلام ؟ ولا غرابة فان لهم مواقف مشابهة لموقفهم مع الحسين عليه السلام اتخذوها من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .اول محطة تستحق وقفة هي عندما ارسل والي المدينة الى الحسين عليه السلام لكي يبايع يزيد فكان تصرف الحسين عليه السلام تصرفا ينم عن ذكاء وحيطة وحذر وجهاد فانه استنجد باقربائه وبعض اصحابه اما بقية اهل المدينة فانهم تركوه وقد يبررون ذلك بانهم لم يعلموا ولم يدعوهم الحسين عليه السلام لنصرته. هذا الحذر يدل على ان الحسين لم يرم نفسه في التهلكة . الكلمات التي قالها للوليد هي التي نقف عندها ففيها ثلاث محطات الاولى عندما افصح الحسين عن هويته وذكر " بنا فتح الله وبنا ختم " فالسؤال ما المقصود بالفتح والختم ؟ لا يستبعد احد تفسيرين واقواهم الثاني وهما الاول باعتبار ان الرسالات السماوية ختمت برسالة محمد (ص) وكلمة الحسين " بنا" تدل على اية المباهلة وقول النبي محمد (ص) "حسين مني وانا منه " حيث محمد خاتم الانبياء واهل بيته هم نفسه ومنه فيشتركون بالصفة معه ، والثاني القصد من "بنا ختم" اي انه عهد مقضي من الله عزوجل بان ختام من ينهض باحياء دين جده رسول الله (ص) بانه منهم وهو القائم (عج) وهذا مصداق لكثير من احاديث رسول الله (ص) بانه سينهض احد ولده يملا الارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا وهو خاتم الاوصياء ومن بعده القيامة والحساب.المحطة الثانية عندما وصف يزيد بانه رجل فاسق، شارب خمر، وقاتل نفس ، ومعلن بالفسق ، هذه الصفات التي اطلقها الحسين عليه السلام على خليفة المسلمين لم تات من فراع وهي في نفس الوقت لم تهز مشاعر اهل المدينة الذي تيقنوها بعد عام من استشهاد الحسين عندما زار جماعة من اهل المدينة يزيد في قصره وشاهدوا صفاته التي ذكرها الحسين فاعلنوا نقض بيعته وبايعوا عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة وجرى ما جرى على اهل المدينة في واقعة الحرة فلو انهم تبعوا الامام الحسين عليه السلام وهو بينهم لما الت اليه الامور هكذا ،وتاكيدا لخذلان اهل المدينة لابن بنت رسول الله فانه عليه السلام عندما زار قبر جده قبل الرحيل خاطب جده قائلا :" السلام عليك يا رسول الله انا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك والثقل الذي خلفته في امتك فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني وضيعوني ولم يحفظوني وهذه شكواي اليك حتى القاك صلى الله عليك " اذن خذلان وتضييع وعدم المحافظة وشكوى والوقوف بين يدي الله عز وجل وهم خصماؤه يوم القيامة ومن هو خصم الحسين فالنبي محمد خصمه ، اذن اهل المدينة هم اول من خذل الحسين عليه السلام.والمحطة الثالثة عندما قال الحسين عليه السلام " فمثلي لا يبايع لمثله " انتهى الحكم وهذا القرار، وقد عاتبه او حاول ان يثنيه عن قراره هذا بعض الاصحاب والاقارب لان لديهم قصر نظر ، هذا القرار مرتبط بنداء هيهات منا الذلة وبالرغم من ان الذين كتبوا عن عدم بيعة الحسين عليه السلام بانها جاءت لتثبت عدم شرعية حكم يزيد بدليل رفض الحسين عليه السلام بيعة يزيد فاصبحت دستور الاحرار هو احد التفسيرات لرفض البيعة ولكني اراه جاء تاكيدا لنداء الحسين عليه السلام " هيهات منا الذلة " حيث انه المفروض بعد قتل الحسين عليه السلام وعياله واصحابه لرفضهم بيعتهم ليزيد المفروض انتهى الامر فلماذا قطعت الرؤوس ؟ ولماذا حرقت وسلبت الخيام ؟ ولماذا اسرت النساء ؟ ولماذا طافوا بالرؤوس في المدن التي مروا بها ؟ ولماذا التعامل القاسي والجلف مع نساء واطفال الحسين عليه السلام؟ ولماذا شمت يزيد وتصرف تصرفا ارعن عندما وضع راس الحسين عليه السلام امامه؟،ان هذه التصرفات كانت مضمرة في صدورهم وان قرار الحسين مهما يكن فهذه الاحقاد ستجد طريقها للنيل من الحسين عليه السلام بغض النظر عن قرار الحسين عليه السلام وان الذلة والمهانة التي تعرضت لها المدينة ومكة بعد استشهاد الحسين عليه السلام جاءت لتؤكد عظمة نداء الحسين هيهات منا الذلة .
https://telegram.me/buratha