المقالات

اندلعت الحرب الكلامية الثالثة عام 2011م

1357 22:55:00 2011-10-08

باقر عبدالرزاق السعداوي

اندلعت الحرب الكلامية الثالثة عام 2011 لخمس ليال مضت من شهر تشرين الأول بعد اجتماع قادة العراق الجديد في منزل رئيس الجمهورية، وببدو أن كاتب سيناريو المسلسل الكارتوني الشهير عدنان ولينا قد اخطأ في مقدمة المسلسل عندما يقول( اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام 2008 وحل الدمار في العالم) . لا نستطيع تحديد اليوم الذي اندلعت به الحرب الكلامية الأولى في العراق ولكن نعلم أنها بدأت قبل تشريع قانون الانتخابات التي أعشناها قبل عامين حيث اخذ الشد والتماسك والتجاذب والتنافر بين المكونات السياسية حول طبيعة القائمة المفتوحة والمغلقة لتتراشق الألسن بزعم انه يجب أن تكون الأسماء مفتوحة حتى يختار الشعب الشخصيات التي يعرفها لتزيد له من حجم صمونة الخبز!! ويرى الناخب الصالح من الطالح وانتهت الحرب الكلامية الأولى بقبول القائمة المفتوحة وامتلأت الجدران بالصور واللافتات والشعارات وملخصها جميعا سوف نجعل( الهور مرق والقصب ملاعيق) حتى أن الصين قدمت احتجاج إلى مجلس الأمن بطلب فرض عقوبات على العراق بحجة (جدران الدمار الشامل) على غرار حجة أسلحة الدمار الشامل ! وذهب الناخب يلوح بأصبعه البنفسجي! وكانت خسائر هذه الحرب الكلامية الباردة وبدون إحصائية دقيقة!! أكثر من مائة سيارة مفخخة وآلاف العبوات الناسفة لتمتلئ الثلاجات بالشهداء وتغص المستشفيات بالجرحى كل هذا وخصوم هذه الحرب الكلامية لم تستخدم أي سلاح ثقيل، وبعد أن نسي العراقيون أثار هذه الحرب اندلعت الحرب الكلامية الثانية بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة وسببها عدم التفسير الواضح في فقرة الدستور لمن رئاسة الحكومة للكتلة الأكبر أم القائمة الأكبر وعاد التراشق بالأفواه طبعا ولتزداد أرباح القنوات الفضائية من جني ثمار الإعلانات التي تتخلل اللقاءات التلفزيونية بين المتجادلين ، وعاد الجذب والتنافر من جديد ليطلب البعض اللجوء إلى الأمم المتحدة (التي لم تصدر يوما قرارا بصالح الوطن) أو المحكمة الدولية أو الروضة العربية(عفوا الجامعة العربة) قبل أن تغرق، وما أن حسمتها المحكمة الاتحادية لصالح الكتلة الأكبر، ولكن لم تهدأ الحرب بل زادت وتيرتها أما خسائرها فقد فاقت خسائر الحرب الكلامية الأولى بالطبع لدخول دول الجوار على الخط مباشرة ، كل هذا ورغم ندم غالبية الناخبين لكن لازال الكثير من الشعب محتفظ بأصبعه البنفسجي ، فلم ينتظر الناخب بعد الحرب الثانية أن يبدأ البناء في البلد ويرتفع دخل الفرد وتزداد ساعات تجهيز الكهرباء ولا كان ينتظر أن يتعين مئات الآلاف من المنتظرين على قارعة طريق الأحزاب ولم يحلم أن يعيش البعض في بيت ملك لأن جميع أحلامهم نسفتها الحرب الثانية بين الكتل ، فقط كان يحلم بالهدوء السياسي وان يتراضى السياسيون حتى ولو تم صرف جميع الأموال من اجل التهدئة لأنه كان حلم جميع العراقيون ان تمر فترة طويلة ولا يسمعوا بانفجار أو تفخيخ او قتل احد أقاربهم ورفع شعار فقط( الأمان الأمان الأمان) وبالرغم من أن طاولة اربيل والتي تبدو(غير كاملة الاستدارة) قد بعثت بعض أصيص الأمل لحل الأزمة العراقية المعقدة! وما رافقتها من اتفاقات فاحت رائحتها الآن بأن معظمها سرية وخطيرة ولكن بسبب عدم التزام أكثر الأطراف فقد ارتفعت درجة حرارة الحرب ووصلت إلى حد العتبة لتندلع الحرب الكلامية الثالثة ، فبعد اجتماع العصرية في بيت رئيسنا سمعنا أن الاجتماع ايجابي (تحليل سكر) وان الأجواء هادئة(الرياح شمالية شرقية) خيرا تباشرنا فقد هب ربيع العراق الجدد ، وما أن مر يومين حتى بدأ اعتراض البعض على أن عصير الجلسة كان من شراب الميزو السعودي نافذ الصلاحية والبعض قال أن مصباح الإنارة أردني يؤثر على العيون وراح البعض ليقول لم اشرب ماء الجلسة كون جهاز تقطير الماء أمريكي الصنع !، واعترض آخرون على أن اللبن إيراني يؤدي إلى النعاس والغريب في أن احدهم رفض الجلوس على الكرسي المخصص له بحجة انه مغصوب ومن ملكية رغد! لينتظر الشعب الأيام القادمة نتائج هذه الحرب ، وفي نهاية القصة غرق عدنان وغرقت صديقته لينا وبقي سيف ساسوكي يفتك بالشعب!! ولنتذكر جميعا ان الحرب العالمية الباردة أدت إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول في قارتين(آسيوية وأوربية) فكيف إذا كانت حرب كلامية حارة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صبيح حسين جبر
2011-10-11
رغم كبر سني واهاتي وامراض الرجلين التي احملها سالملم اهات جراحي وساكون حاملا للشعلة الماراثونية لاشعل بها نار بداية ورفع راية السلام على ربوع وطني ولكن في اي مكان من ارضك يا وطني ومن اي بيت سياسي لنا الله ما زال ساسة العراق يركضون ركضة ما راثونية للفوز بكرسي رئاسي او وزاري لهذا اتخذت قراري بان اعود واطفئ شعلتي .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك