الكاتب والإعلامي قاسم العجرش
عندنا هنا في بغداد مجلس، وفي هذا المجلس أعضاء، إنتخبناهم بيوم من أيام سنة الخديعة، في هذه السنة قيل لنا أننا إذا انتخبنا مجلسا للنواب سنعيش بعدها في ثبات ونبات وسنخلف صبيان وبنات، وصدقنا، وكل منا وضع في رأسه حزمة أمنيات، معظمها من تلك السهلات، ويُسهل تحقيقها ميزانية تعبر المائة مليار دولار، نستطيع أن نصنع فيها وطنا من الحرير والزبرجد والروح والريحان والحديد، لكن 40% من هذه الميزانية شفطها الفساد!.. وائتمنا على تحقيق أحلامنا البسيطة ثلاثمائة وخمسة وعشرين رجلا وامرأة.. واحد منهم قبل جرأتي أن أسأله بضعة أسئلة: أولها هل ولدت وعلى رأسك ريشة تميزك عنا؟ سيقول الرجل المقصود: لا.. وسأسأله بعده: هل لم تنجبك امرأة مثل أمنا؟ فيقول متسائلا: لا، أمي واحدة من أمهات العراقيين، سأسأله ثالثا: هل أبوك أفضل من أبونا؟ سيقول السيد المعني: لا أبي مثل أبوكم، وسأسأله رابعا: هل أنت أب لنا؟ وسيجيب: لا أنا واحد منكم، وبعدها سؤال خامس: هل بعثك الله فوقنا؟ فيقول الرجل الدكتور الذي لم نتأكد من "دكترته!": والله حاشا لله، وبعده سأسأله: لم يا سيد تضحك علينا؟ فيقول منكرا بتسائل: أنا!؟ فأقول له: نعم أنت ضحكت علينا وخدعتنا بل و(قشمرتنا)، فيقول متسائلا: "أشلون يابه!؟".. فأقول له ألم نذهب الى مناخِب الإنتخاب في ذلك اليوم الذي أمطرت فيه السماء قذائف وأحزمة ناسفة ورصاصا وكتبنا أسمك على ورقة النُخاب بحبر دمغناه بالبنفسج؟.. فيقول الرجل مداعبا ربطة عنقه الحمراء ومحركا رقبته الثخينة ذات اليمين وذات الشمال: هذا استحقاق لنضالي من أجل حريتكم، فأقول له: وأين استحقاقنا؟ فيجيبني: يكفيكم أن أمثلكم، فأقول له وماذا صنعت لنا وأنت لم تحضر جلسة واحدة في مجلس النواب؟ فيقول لي: هنا دوري! فأسأله كيف؟ قال أن لا أحضر! فأسأله لِمَ؟ فيقول موقف سياسي، وحتى أدمر ما يصنع الأعداء، فأقول له: وكيف؟ فيجيب: أن أعطل عملهم، فأقول له: ومن هم الأعداء؟ قال باقي نواب الشعب!...كلام قبل السلام: من يثق بكلمة السياسي أحمق جداً ، فكم من كلمات رنانة جميلة فيها لمسة ذهبية سمعناها وما زلنا نسمعها لكنها تبقى كلمات....سلام...
https://telegram.me/buratha