صلاح جوامير إسكتلندة
لماذا يسارع بعض سياسيينا بتصريحاتهم عندما يدلى الآخرون بتصريحات في صالح الكورد الفيلية (التصريح الاخير للسيد المالكي) حيث وفجأة أفاق من أفاق وتنبه الى أنهم لم يفوا بما يقتضيه «الانتساب القومي» وكل ما جنيناه من إخوتنا الكبار هو الجفاء وعدم مد يد العون الذي كان يجب أن يكون على مستوى «إنتسابنا القومي» أو حتى «إنتسابنا المذهبي» .. هذا بصورة عامة وإلا ما هو سبب تراجع إعطاء أو إنصافنا على مستوى التمثيل البرلماني أو الحكومي وعلى مختلف المستويات، والى هذه اللحظة.. وخلاف ذلك فجّل ما نراه أو نسمعه ما هو إلا ردود أفعال لتصريحات الآخرين بحقنا.. وصارت حقوقنا ومطالبنا وإنصافنا ما هي إلا ردود وإرتفاع لبالونات سياسية تتعالى من هذا الصوب لتوازي بالونات الآخرين على الصوب الآخر..****نسمع ونسمع الكثير عن قرارات وقوانيـن سُنت بعد السقوط، وبالاخص ساتناول هنا مسألة الجنسية وشهادة الجنسية وقانون هيئة نزاعات الملكية.. فالاولى أي الجنسية وشهادتها الموسومة فمن اليوم الاول لسن قانونها العرمرم غدت نصلا حاداً على رقابنا نحن الفيلية.وصارت هي التفاحة التي أغوى بها أبليس أبونا آدم وأخرجه من الجنة.. نعم كانت الحكومات السابقة ومتى ما تشاء تشهر سيف شهادة الجنسية وتبعد الآلاف أو عشرات الآلاف متى ما رغبت ولمختلف الغايات والاسباب ، وجاء بعدهم صدام محاولا أن يبيد الوجود الفيلي من العراق حيـن قام بحملات كبيرة وانتزع هذه المرة مئات الالآف منا من وطننا العراق، وينزع منّا كل ورق ثبوتية وأموال وأملاك، ويتوج هذه الجريمة بأن يحجز ما يقارب العشرين ألف جلّهم من الشباب ليختفوا الى الابد في الدهاليز المظلمة.. وللآن يقف العقل حائراً عن حقيقة الجناية أو الذنب الذي إقترفه الفيلية ليعاملوا بهذه الطريقة البشعة ويستهدفون من قبل نظام صدام بذلك الحجم والانظمة السابقة أيضا؟؟؟ أما تبعة تلك الجرائم بحقنا فهي ما زالت ماثلة للعيان وملموسة رغم البالونات الاعلامية التي تطلقها هذه الجهة أو تلك، فالكثير من الفيلية ما زالوا أسرى نفس المواصفات التى كاونوا يوصفون بها في شهادات الجنسية أيام الانظمة السابقة، وتوضع امام المراجع الفيلي عقبات وعقبات.. ****
وكذلك قضية تمثيلنا في البرلمان أو حتى الحكومة. اصبحنا -إذا لم أكن مخطئاً- المكّون الوحيد الذي ليس لديه أي ممثل في الدورة البرلمانية الحالية، رغم حجمنا المعقول بيـن سكان العراق وبالمقارنة مع المكونّات الاخرى.. ونسمع بيـن فينة وأخرى من السياسييـن أصواتاً تدعوا لانصافنا!! ولكن للأسف نقول تغدوا بعدها ما هي إلاّ فرقعات سياسية (وللانصاف نقولها قد يكون بعض من يدعوا اليها جاداً وخالص النية) وأخيرا دعوة رئيس الوزراء بتحديد هويه مستقله للفيلييـن ؟؟.. أقف حائراً والكثير مثلي عن نفسير ما يعني هذا؟ هل نحن هنا غدونا في وسط دوامة المجاذبات الحالية بيـن المركز وإقليم كوردستان؟؟ وهل القصد من هكذا دعوات هو لتوجيه سهام باتجاه الاقليم؟؟ ألم نعاني نحن ما فيه الكفاية من تجاهل الآخرين من كل الجهات لمعاناتنا؟؟ ****
أيام نظام صدام كانت هويتنا المزدوجة ـ كورد وشيعة، أو شيعة وكورد، إعتمادا على أية نهاية من نهايتي المنظار الذي تنظرنا فيه الحكومات السابقة - أقول كانت نقمة مزدوجة، وبعد التغيير دب الفرح في قلوبنا فالاخوان الكورد والشيعة حملوا «المشعل» (وكما نقول بالعامية صارت إيدينا بالدهن) وحمدنا الله باننا نحمل هاتيـن الهويتيـن معاً (فالقضية كما يقولون صارت بالجيب!!)، ولم تدم الفرحة طويلاً لنصحوا بعدها على مرارة أشد من السابق، وإن شيئاً لم يتبدل بل هذه المرة وغدونا كرة يتقاذفها إخوتنا الكبار، فعندما نطلب العون من إخوة المذهب - الشيعة -، يجيبونا بان الافضل لنا أن نطلب حاجتنا والعون من الكورد إخوتنا في القومية، فهم يعتبرونا كورداً وبامتياز !!!!!!!.. والعكس صحيح حيـن نبغي الدعم والعون من إخوتنا في القومية ـ الكورد ـ يدفعونا برفق ولكن بحزم ويوجهونا بان نطلب العون والدعم من إخوتنا في المذهب ـ أي من الشيعة !!! - وهكذا دواليك ضيعنا بالصيف اللبن!! وضيعوا علينا الحقوق والجنسية والاملاك والمواطنة وو ... وصرنا نندب حظنا العاثر ونندب هاتيـن النعمتيـن!! ****وبصراحة إذا إنزعج إخوتنا في التحالف الكوردستاني (مع إحترامنا الشديد لعدد كبير من نوابه لسعيهم لنصرتنا داخل البرلمان) وتقديم الاعذار والتعليلات نقول إن الفعل لا القول ما هو نحن بانتظاره من الجميع.. منهم بالذات ومن الاطراف الشيعية والآخرين كلهم ونقولها بالفم المليّان ان إنصافنا يقع على عاتق الجميع وآمالنا وآمانينا عمرها ما تقاطعت مع آمال كل هذه الاطراف المتقابلة، فنحن لدينا معهم من مشتركات نفخر بها من قومية ومذهب ووطنية وحب للآخرين ووفاء للوطن.. ولا نغالي إذا قلنا إننا في مقدمة القوم فيهن.****ولكن للأسف الشديد غدونا في نهاية المطاف كلافتة على الجنب كلّ يكتب - وبإسمنا- عليها شعاره هو ويسجل نقاط على الآخر..
وإنشاء الله أكون مخطئا في هذه الاخيرة ولا أكون قد ظلمت بكلامي أحداً.. والله المستعان
https://telegram.me/buratha