بقلم .. رضا السيد
يبدو إن قادة الكتل العراقية ، واقصد هنا كل المعنيين بالأزمة التي تمر بالحكومة العراقية او من كانوا هم السبب بهذه الأزمة التي بات من المؤكد إن الحكومة لا تستطيع أن تخرج منها . ـ يبدوا ـ إن جميع هؤلاء القادة هم خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها من قبل القادة الآخرين ، وان كل ما يقومون به من تحركات او تصريحات او اتفاقات فأنهم هم وحدهم أصحاب القرار بذلك . لان تلك الخطوط الحمراء التي وضعوها محرمة على الباقين ، وهم بذلك لا يعترفون بأخطائهم حتى لو كانت على حساب مصلحة الوطن المواطن الذي يصرحون دائما أنهم جاءوا من اجلهما ..؟! فالغرابة تكمن في إن قادة الكتل السياسية هم مصداقا حقيقيا لما يقوله المثل الشعبي الدارج ( لا انطيك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك ) . وكم من المبادرات التي طرحت سعى أصحابها إلى ترطيب الأجواء بين قادة الكتل السياسية ، وكم حاول أصحاب تلك المبادرات أن تكون هناك خطابات معتدلة ووطنية ومتوازنة بين قادة الكتل بعيدا عن المنفعة والمصلحة والتشنج ، ودعوا من خلالها ( أي أصحاب المبادرات ) في الجلوس على طاولة واحدة وإيجاد الحلول المناسبة لإلغاء تلك الخطوط التي وضعها السياسيون أمامهم . فالخلافات مستمرة بين العراقية ودولة القانون ، وبين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان ، وهذا ما هو معلن فقط من خلافات أما الخلافات الأخرى فهي كثيرة وربما كبيرة جدا ..؟ وإذا لم يتم التوصل إلى حلول ناجعة فلا يمكن أن يصل زعماء الكتل إلى توافقات تخرجهم من عنق الزجاجة ، وبالتالي فان الوضع يمكن أن يستمر على ما هو عليه لاجتماعات أخرى متكررة دون الوصول إلى نتائج ؟؟!! فلقاءات قادة الكتل يمكن لها أن تستمر ، ولكن هذا سيكون على حساب الوقت الذي بات يثقل كاهل العراقيين وخصوصا إذا ما علمنا إن الإرهاب يواصل ضرباته ويسقط يوميا العديد من الأبرياء ضحايا للتفجيرات والاغتيالات...وما مطلوب الان من هؤلاء أصحاب الخطوط الحمراء أن يتم استثمار كل الجهد والوقت لأجل بناء عملية سياسية واضحة ، ومستندة على ثوابت أساسية لا تميل إلى مصلحة تلك الجهة او هذا الشخص ، والاستفادة من كل مبادرة وطنية تساهم في تقريب وجهات النظر .
https://telegram.me/buratha