حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
فيما اظن إن الأزمة التي تمر بها الحكومة العراقية راحت تزدات تعقيدا ، وخصوصا فيما يجري من عدم توافق بين بعض الكتل السياسية وبين الحكومة العراقية . وباتت هذه الأزمة تشكل عائقا خطرا أمام نجاح العملية السياسية في العراق . إذ لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من التقدم والنجاح في أي مجال إذا لم تكن هناك توافقات من شانها تحسين العلاقات بين الأطراف المتشنجة . فما تريده بعض الكتل من مطالب تعده كتل أخرى من المستحيل تحقيقه . وبذلك فأن في كل مرة يجلس فيها القادة السياسيون للحوار والمناقشة تكون النتائج سلبية ولا تلبي لا طموح العملية السياسية ولا طموح السياسيين أنفسهم ، ويكون مصير تلك اللقاءات الفشل .
ولمحاولة الخروج من الأزمة فان هناك ما يشير إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعتزم زيارة محافظة النجف برفقة عدد من الوزراء ، وان رئيس الوزراء سيقوم بافتتاح قسم جديد في معمل الألبسة الجاهزة في المدينة، وان عددا من الوزراء منهم وزير الصناعة والبلديات سيرافقون المالكي في زيارته. ويأمل الوفد الذي سيزور المدينة أن تستقبل المرجعية الدينية رئيس الوزراء وتقدم إرشاداتها ونصحها لمساعدة الحكومة على اجتياز العقبات التي تعترض طريقها في تقديم الخدمات للمواطنين . وفي بيانات سابقة صدرت عن مكاتب المراجع في النجف تعلن إن المرجعيات الدينية في محافظة النجف قررت عدم استقبال أي سياسي في مكاتبها، عازية السبب إلى عدم التزام السياسيين بالوعود التي قطعوها بشأن تحسين الواقع المعاشي في العراق، فضلاً عن عدم التزامهم بتوصيات المرجعية الدينية . ولو إن بعض النواب ابدوا تفاؤلهم من هذه الزيارة كونها تأتي في وقت ربما لم يجد السياسيون طريقا لاحتواء الأزمة غير الوقوف على أبواب المرجعيات الدينية . ولكن ما هو مؤكد كان المرجعيات وكما قلنا صرحت في أكثر من توجيه وبيان أنها لن تستقبل أي سياسي مهما كان حجمه ، إلا بعد أن يقوم هؤلاء السياسيون بتقديم وتنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم لخدمة الوطن والمواطن والابتعاد عن كل ما من شانه الإضرار بالمصلحة الوطنية للعراق والعراقيين . ومن هنا فان زيارة السيد رئيس الوزراء لن تجدي نفعا ما لم يكن هناك تفاعل حقيقي مع متطلبات الشارع العراقي .
https://telegram.me/buratha