سعد البصري
لا شك إن ما وقع على العراق من مصائب كبيرة وكثيرة أثرت على كل شيء في العراق ، فالبنية التحتية العراقية توقفت تماما عن النمو والتطور ، والزراعة بالعراق هي الأخرى تعاني المشاكل والأزمات ، أما الصناعة العراقية فباتت في خبر ( كان ) . وغيرها من الأنشطة والمشاريع تأثرت كثيرا بما جرى ويجري الان في العراق من غياب شبه تام لتنشيط وتحفيز ودعم المنتوج العراقي بكل أنواعه وبجميع موارده . وفوق كل ذلك هناك أنباء تشير إلى إن العراق سيتأثر بظاهرة خطيرة جدا إلا وهي ظاهرة الاحتباس الحراري ، وارتفاع درجات الحرارة ؟؟ ، وهو ما يفرض إتباع سياسات خاصة ومدروسة لمواجهة المشكلة . فالتغير المناخي هو أحد أبرز التحديات للتنمية في القرن الـ21، في هذه الحقبة التي تشهد تحضر سريع مع ازدياد الكثافة السكانية في المدن والبلدان، في وقت تبدأ وتنتهي فيه أعظم آثار الكوارث الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ في المدن، كما إن للمدن أيضا تأثيرا كبيرا على هذه الظاهرة . ووفقا للتقرير العالمي للمستوطنات البشرية (المدن وتغير المناخ) تشير التوقعات إلى احتمالية تسجيل أعداد كبيرة من اللاجئين البيئيين مما قد يصل عددهم إلى 200 مليون نسمة بحلول عام 2050، حيث سيضطر العديد منهم لمغادرة مساكنهم ومواطنهم نتيجة منسوب مياه البحار و زيادة تواتر الفيضانات أو حالات الجفاف الكبيرة ، وأن العراق هو الأخر أيضا سيتأثر بظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، كما وأن كلا من الجفاف والتصحّر يمكن أن يؤديا بدورهما إلى اضطرابات إجتماعية، وانعدام الأمن الغذائي والتوتر حول الموارد المائية بين الدول والبلدان . إذن فظاهرة الاحتباس الحراري بطريقها إلى العراق ولابد على الحكومة العراقية الحالية أن تتخذ الإجراءات اللازمة والتحضيرات الضرورية لمواجهة هذا النوع من الكوارث الطبيعية ، لان العراق بطبيعة الحال غير مهيأ تماما للتعامل ولاحتواء مثل تلك الظواهر ، التي أدت في بلدان معينة إلى أن تسببت بتهديم وانهيار البنى التحتية والاقتصاد العام لتلك البلدان كما هو الحال في ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية أبان الأزمة الاقتصادية التي مرت بها ، وكذلك ما حدث في بعض بلدان شرق أسيا . فمن الضروريات الان أن نستعد بكل جد وحرص على أن نهيئ مستلزمات عبور تلك الأزمة . وإلا فان هذه الظاهرة إذا ما وصلت إلى العراق لا قدر الله فأن العواقب ستكون وخيمة وعندها ماذا سيكون الحل .
https://telegram.me/buratha