عبدالحق اللامي
فشل الكتل والحكومة والتدهور الذي تشهده الساحة السياسية وعدم ايجاد الحلول للازمات المتفاقمة كل ذلك جاء نتيجة عوامل متعددة يشترك فيها كل الاطراف ومنها انعدام الثقة والتفرد بالقرارات والاعتماد على رؤى وتصورات فئوية تريد جر النار الى قرصها والالتفاف على البرنامج الحكومي الذي اتفقت عليه كتلة سياسية كبيرة (التحالف الوطني) والذي يعتبره السياسيون والمراقبون هو الامثل والاصلح للانطلاق والتطور والتقدم في كافة المجالات العلمية والعملية وفي حل جميع المشاكل المتراكمة منذ عقود وازدادت بعد سقوط النظام البائد سواء على الصعيد الامني او الخدمي وكذلك الفساد المستشري وهدر المال العام والتستر والدفاع عن الفاسدين لان ذلك يمس كتل وشخصيات واحزاب وعدم اكتمال الحكومة رغم مرور عام تقريبا على تشكيلها واعتماد آلية ادارة الوزارات الشاغرة بالوكالة فلو أخذنا هذه العوامل التي ادت الى هذا التدهور بحسب اهميتها وخطورتها وكلها كما نعتقد مهمة وخطيرة لوجدناها مترابطة لا يمكن التوقف عندها واحدة واحدة ولكننا مضطرين لذلك لان الحديث عن كل واحدة ذو شجون يحتاج الى وقت وجهد (جيب ليل وأخذ عتابه) ولذلك سنقف عندها (وحده وحده).انعدام الثقة يا سادة ياكرام ينسف كل ما يحاول الخيرون والمخلصون لوطنهم وشعبهم القيام به وهذه الظاهرة تسود في القيادات السياسية والحكومية بشكل واضح ومعلن لا يحتاج الى بحث وتدقيق وعندما تسود هذه الظاهرة بشكل مطلق فعلى العراق السلام وسيبقى يراوح في مكانه ان لم ينحدر الى هاوية سحيقة فيذهب كل ما قدمه الشعب من دماء وتضحيات وتحمل من ظلم وطغيان وحرمان فاذا كان الشركاء الذين يقودونه لا يثق احدهم بالاخر وعلى مستوى احزاب وكتل وقوميات وطوائف فكيف يعملون وماذا يقدمون الكل يتهم الكل ويخاف من الكل ويعتبر كل عمل او قانون او خطة او برنامج الغرض منه تهميشه وجر البساط من تحته فيكون رد فعله العمل على عرقلة اي مشروع او قانون او برنامج.كيف قبلوا بالمشاركة وكيف اتفقوا على الحصص واين هو ميثاق العمل الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن اذا كان كل منهم يأتي الى الاجتماع او جلسة البرلمان او مجلس الوزراء وهيئة الرئاسة وهو يتلفت حوله ولديه اوراق اتهاماته يحملها في حقيبته وفي قلبه مستعدا بكل طاقاته ليقف ويصرح ويعلن ويهدد لانه مؤمن تمام الايمان ان ما يجري يستهدفه ويستهدف كتلته وحزبه ووزراءه وطائفته وقوميته. منّ يحل هذه الازمة ويعيد الثقة المفقودة تماما بين الاطراف؟ الحل يوجد في ايد مخلصة وقلوب صافية يجمع الكل على نزاهتها وعفتها وترفعها عن السفائف طرحت مبادراتها وقدمت برامجها للعراق الواحد ومن اجل العراق لا من اجل كتلة اوطيف اوحزب فلماذا لا يرجعون اليها لتزرع بين قلوبهم الثقة وتنقيها من الدرن وتطهرها من الاحقاد وتأخذ بيدها الى افاق المحبة والسلام لتبني وطنا حرا آمنا مزدهرا.أنهم يعلمون انه لابد ان يرجعوا الى هذا النبع الوطني المخلص اذا كانوا يريدون الخير للعراق مثلما عادوا لمبادرة (الطاولة المستديرة) ونحن واثقون انهم سيجدون هناك الخلاص اذا حسنت النيات وداسوا باقدامهم على المطامع والمصالح والامتيازات.
https://telegram.me/buratha