المقالات

العراق والتقارير الدولية

596 00:38:00 2011-10-10

سعد البصري

كثيرة هي البحوث والتقارير والدراسات التي تجريها جهات متعددة ، رسمية وغير رسمية ومنظمات مجتمع مدني ، وغير ذلك من المؤسسات التي تعنى بما يحدث للشعوب . وخصوصا تلك التي تخضع لسياسات معينة نتيجة دخولها في حروب ومشاكل وأزمات . وتتعدد هذه الدراسات والتقارير بتعدد مجالاتها .. فمنها الاقتصادي والصحي والنفسي والاجتماعي . والعراق ولله الحمد واحدا من تلك الشعوب التي يتم إجراء مجموعة من الدراسات وإعداد التقارير عنه سنويا ، وما يزيد الأمر غرابة إن اغلب تلك التقارير تشير إلى تدني كبير في كافة المستويات ، كما يشير التقرير الأتي إن المؤشرات السلبية في العراق تتصاعد . فالتقرير الدولي الذي أصدره "معهد غالوب" البحثي والإحصائي البارز وحمل عنوانا أساسيا " السلبية الاقتصادية تنتشر في العراق" وآخر ثانويا "في غمرة الحرب والعنف الدائرين لا بدّ من أن يواجه شعب هذا البلد أيضاً اقتصاداً متردياً".أكد إن مستوى استياء العراقيين من الأحوال الاقتصادية في بلادهم وصل إلى أعلى درجة مما كان عليه على مدى ثلاث سنوات، ليسلّط الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة سحب قواتها . كما إن النسبة المئوية للعراقيين الذين يقولون إن اقتصاد البلد العام يزداد سوءاً قفزت من 20 % في أوائل عام 2010 إلى 37 % في عام 2011 ، وارتفع أيضاً مستوى سخط العراقيين تجاه الأحوال الاقتصادية في المدن والمناطق التي يعيشون فيها. ويقول ثلاثون بالمائة من العراقيين الآن إن اقتصادياتهم المحلية تزداد سوءاً، وهو ما يمثّل ضعف نسبة الذين قالوا ذلك في أوائل عام 2010 .ويشير التقرير إلى إن ما يقرب من ثلثي العراقيين يقولون إن الوقت يعتبر سيئاً للعثور على وظيفة في المدينة أو المنطقة التي يعيشون فيها، بارتفاع من نسبة قدرها 41 % في أوائل عام 2010 . بينما يقول ستة عشر بالمائة من العراقيين - وهي نسبة تقل عن نصف المستوى في الوقت نفسه تقريباً قبل عام واحد إن الوقت الآن يعتبر مناسباً لإيجاد فرصة عمل على الصعيد المحلي . كما لا يعتقد معظم العراقيين أيضاً أن الحكومة تفعل ما يكفي لتشجيع القطاع الخاص. فقد ظل مستوى الرضا عن الجهود المبذولة لخلق وظائف عالية الجودة أقل من 20 % على مدى السنوات الثلاثة الماضية، ويتجه للانخفاض . ويقول 60 % من العراقيين الآن إنه لا يمكن لشخص أن يبدأ عملاً تجارياً او أن يثق في أن أصوله وممتلكاته ستكون آمنة في جميع الأوقات. وهو ما يمثّل ارتفاعاً من نسبة قدرها 46 % منذ أقل من عام . كما لا يعتقد %69 من العراقيين أنه يسهل على أي شخص يبدأ عملاً تجارياً الحصول على قرض، ويقول 67 % إن الحكومة لا تسهل بالشكل الكافي عملية استخراج الأوراق أو التصاريح والرخص للطموحين من رواد المشاريع الخاصة. ولا يثق أربعة وخمسون في المائة من العراقيين في أن الحكومة سوف تسمح للشركات بكسب الكثير من المال، وترى نسبة قدرها 40 % أن أصحاب الأعمال سوف يجدون صعوبة في العثور على موظفين مؤهلين يعملون بجد عند الحاجة إليهم . وهذا يمثّل أعلى مستوى من التشكك أعرب العراقيون عنه بشأن مستوى عرض العمالة في بلدهم . وتتزامن مخاوف العراقيين المتنامية بشأن الاقتصاد وغيره من جوانب الحياة في بلدهم مع ارتفاع ملحوظ في المشاعر السلبية . فتنتشر الآن بشكل أكبر مشاعر التوتر والغضب والحزن في العراق مقارنةً بالسنوات القليلة الماضية . وقد لا يكون ذلك مثيراً للدهشة في بلد ما زالت تحدث فيه التفجيرات والاغتيالات بشكل شبه منتظم، وتنتشر فيه الأمراض العقلية الناجمة عن الصدمات النفسية. ويشير التقرير أيضا إلى أن العراق ليس لديه سوى حوالي 100 طبيب نفسي لعدد سكان يبلغ 30 مليون نسمة . كما يذكر التقرير في فقرات أخرى إن العراقيين باتوا يعانون من الإهمال الحكومي من قبل المسؤولين في الحكومة العراقية . والنتيجة فان ما يشير إليه هذا التقرير وغيره من التقارير الكثيرة يعتبر مؤشرا خطيرا عن ما يدور في المشهد العراقي ككل ، إذ لابد على الحكومة العراقية أن تساهم في إيجاد السبل والوسائل اللازمة لتغيير ما يمكن تغييره لتكون النتائج بشكل أخر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
منصف عراقي
2011-10-10
مثل الارامل واصحاب الايتام راتبها 150 الف عراقي عجيب ايهما احوج النائب ايكون راتبه 40 مليون وتقاعده 1500000مليون لو نضعها فقط بميزان العداله عندالله جل جلاله مع 150الف دينار لارمله ام لخمسه ايتام لامعيل لها معيلها اما قتل او ذبح او اعدم بمقصله المحرم صدام بربكم ماذا تتصورون كيف يكون حكم الله ؟الله اكبر على من طغى وتكبر.نبي الله يعقوب عاقبه بانه ذبح شات وجاره كان صائما وبات جائعا .هكذا تقول الروايه واكيد نبي الله لايعلم .فكيف سيكون عقابكم يوم العرض الاكبر يامجلس النواب الى الوزراء وراسه الجمهوريه
منصف عراقي
2011-10-10
نتكلم الحقيقه لازعل فيه العراقي كسول اتكالي صاحب شكوى دائما متذمر .طبعا هذا ليس في الجميع ولكن الاغلبيه والنتيجه تكون مع الاسف عدم الشكر لله وهذا يتطلب لهم تثقيف ديني حتى يتعلموا كيف يشكرون الله .اين كنتم واين اصبحتمالمراءه العراقيه بعد ما كانت الطبيبه والمهندسه تقف بالحر على التنور وتخبز حالها حال المسكينه بنت القرى اصبحت الان لايعجبها الا اكل من المطعم .والمطاعم منتشره وفيها كل ماتشتهي .اليس الرواتب تظاعفتاما بعض العوائل المسكينه الضعيفه البعيده عن النظر المتعففه هؤلاء يجب ان يراعا امرهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك