المقالات

ما يفرقنا أكثر مما يجمعنا

803 23:04:00 2011-10-09

رضا السيد

بعد الفشل الكبير الذي منيت به اللقاءات المتكررة بين قادة الكتل السياسية في العراق للوصول إلى تفاهمات من شانها إنهاء الأزمة بين مختلف الأطراف ، وإيجاد حلول يمكن من خلالها ترطيب الأجواء بين هذه الكتل خدمة للمصلحة الوطنية أمسى حال المشهد السياسي العراقي أكثر إرباكا وهزالة . فالمشتركات الكثيرة التي تجمع العراقيين ذابت نهائيا بين قادة الكتل السياسية ، وبات ما يفرق هذه الكتل أكثر مما يجمعها ، لان اغلب هذه الكتل تبحث بالدرجة الأساس عن مصالحها الشخصية والفئوية والحزبية وهي بذلك تعطي الضوء الأخضر لكل من يريد أن يلقي باللوم على عليها ، وهذا هو واقع الحال الذي تعيشه الان الكتل السياسية العراقية ، ومنهجها الذي تسير عليه حتى تتمكن من الحصول على اكبر قدر من المنافع والمصالح . يقول الشيخ جلال الدين الصغير خلال خطبة الجمعة المباركة في مسجد براثا " أيا ما يكن وللأسف الشديد مع هذه الاستحقاقات ومع الرسائل التي تأتينا بين الحين والآخر عبر المتفجرات والجرائم التي تحصل من هنا وهناك لتقول بأن الأوضاع تتجه باتجاه الخطر والتأزم لم أكن لأستغرب فشل اجتماع الكتل السياسية بل بالعكس كنت متوقعا ذلك وأقول لو عقدت عشرات الجلسات فإنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من التشنج والقطيعة بين الكتل السياسية لأن القواعد المشتركة للحوار لا وجود لها ولأن الرغبة الصادقة في الوصول إلى نتيجة لإخراج البلد من حالة التأزم لا وجود لها وسبق لي أن قلت بأن الموجة العاتية ستأتي ولن تبقي كرسيا لهذا الطرف أو ذاك . أما آن لكم لترعووا لمطالب الناس وتقولوا يكفي ما حصلنا عليه ولنبتدئ بصفحة جديدة من التعاون ومن التحاب . وأنا لا أنصح الأخوة السياسيين أكثر مما نصحت من وجوب تجسير العلاقة بينهم ، ولكن لدي رجاء وهذا الرجاء سأتحرك به بالمقلوب إذا صح التعبير ( أرجوكم لا تجتمعوا مرة أخرى لأنكم كلما اجتمعتم افترقتم أكثر من قبل ) ، وأرجوكم أنهوا الحديث عن اجتماع الكتل السياسية رغم أنه ضرورة من ضرورات كبرى من ضرورات بناء الوطن ولكن الوطن لا يبنى باجتماعات المتناحرين والمتصارعين سلفا فيذهب أحدهم وسكينه وبندقيته معه ولا توجد ورود فيما بينهم . وقبل ذلك كنت أتوسل لتجتمعوا والآن أتوسل بكم لا تجتمعوا رحمة بهذا الشعب لأنكم في كل مرة تجتمعون فيها تزيدون الناس إحباطا على إحباطهم " . فما يقوله الشيخ الصغير هو يأتي عن دراية تامة وكاملة وقراءة صحيحة لمجريات الأمور التي تكتنف الكتل السياسية العراقية لأنها وللأسف الشديد قد ابتعدت كثيرا عن الثوابت الوطنية وباتت مصدر تفريق لا مصدر اجتماع وقوة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك