حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
من الظاهر إن الكثير من المحافظين ( واعني من هم على قمة الهرم الإداري في المحافظة العراقية ) باتوا يتعاملون مع وظائفهم بشكل يجعلهم يذهبون بعيدا جدا عن الواقع ، وعن كونهم موظفين مؤتمنين على ما أولاهم الشعب العراقي . وهم بذلك لابد أن يكون عملهم وفقا لما يمليه عليهم دينهم وضميرهم . فالذين أتكلم عنهم ليسوا من هذا النوع ، فمن يهمونني جعلوا من هذه المناصب سلما ومأربا للوصول إلى ما يمكن الوصول إليه من منافع شخصية من خلال إجراء الصفقات والمقاولات وإنشاء الشركات الوهمية وغير الوهمية وإقامة علاقات مع جهات معروفة وغير معروفة لكي يتمكنوا من القيام بما يستطيعون القيام به ليوافق مصالحهم ومصالح متعلقيهم . فجعلوا من المحافظات التي يتزعمونها ملكا لهم ولعوائلهم وأقاربهم يفعلون ما يشاؤون ويقومون بما يريدون ، وهم يعلمون جيدا إن ما يقومون به هو مخالف للقانون ، ولكنهم ومن خلال هذا المنصب جعلوا من القانون أداة لهم يحركونه كيفما يشاؤون . وبسبب الميزانيات الضخمة التي تخصص سنويا للمحافظات العراقية والمشاريع الكبيرة والكثيرة التي يتم العمل بها والاستثمارات الكثيرة التي تقام في محافظات العراق أضحت فرص الاستفادة بالنسبة للمحافظين كبيرة وكثيرة جدا ، وهم الان يقفون جنبا إلى جنب مع الشخصيات الأكثر ثراءا كما هو الحال عند محافظ النجف ( عدنان الزرفي ) ؟؟ فقد كشف مصدر مطلع في محافظة النجف الاشرف عن إحالة 64 مشروعاً من مشاريع المحافظة لصالح شركة تركية للمقاولات بأمر من المحافظ عدنان الزرفي ، ومن خلال صفقات ومقاولات تمت بواسطة عملاء وسماسرة في شركة روتام التركية التي ترجع ملكيتها إلى عدنان الزرفي ، وهي تقع بالقرب من محطة وقود بإسم الزرفي ( محافظ النجف ) في مدينة غازي عنتاب التركية . ولأجل التمويه فأن الشركة اتخذت من ثلاثة كرفانات مقراً لها ، لتلعب دور السمسرة للشركات التركية على المشاريع المحالة إليها ، مع الإبقاء على اسم الشركة غطاءاً . ومن المهم أن نذكر إن محافظة النجف الاشرف تتهيأ لاستقبال فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012 . وما يشمله هذا العنوان من إقامة مشاريع ضخمة وبملايين الدولارات . ومن ثم لاحظ عزيزي القارئ حجم المنافع التي يمكن للسيد الزرفي الحصول عليها جراء إقامة تلك الفعاليات . فما يملكه السيد الزرفي خارج العراق كثير وكبير أما ما يملكه داخل العراق وبالذات في محافظة النجف فـ( الله اعلم به ) .؟؟
https://telegram.me/buratha