المقالات

وزارة التجارة ( هواءٌ في شبك )

505 09:34:00 2011-10-10

سعد البصري

لم تشهد البطاقة التموينية العراقية خلال فترة ما بعد السقوط في 2003 أي نوع من التحسن في مفرداتها ، بل بالعكس فأن المفردات التموينية راحت تتضاءل يوما بعد أخر حتى وصلت إلى ( 4 او 3 ) مفردات ؟؟! وهي تفتقر دوما إلى النوعية الجيدة وتمتاز بالمناشئ الغير معروفة . وليس هذا فقط بل إن جميع مفردات الحصة التموينية تخضع للاستبدال بمجرد دخولها إلى العراق بواسطة صفقات ومساومات يقوم بها بعض المسؤولين والإداريين في وزارة التجارة مع بعض التجار المنتفعين بمواد أخرى أكثر رداءة ولا تصل للحد الأدنى من المواصفات النوعية القياسية العالمية . وهذا كله يمر من خلال الأوراق والملفات الحكومية الخاصة بوزارة التجارة التي باتت من أكثر وزارات العراق فسادا إداريا وماليا . والمتضرر الوحيد دائما هو المواطن العراقي الذي لم تجدي التظاهرات التي خرج بها نفعا لان حجم الفساد والمفسدين اكبر . واليك سيدي القارئ الكريم بعضا مما يدور في أروقة وزارة التجارة من فساد وإهمال كبيرين يكلف الميزانية العامة للبلاد خسائر كبيرة يكون تأثيرها المباشر على المشهد العراقي برمته : 1ـ عدم توفير البيانات الدقيقة التي يمكن من خلالها تحديد مقدار العجز النقدي في موازنة التجارة للسنوات (2006، 2007، 2008 ، 2009) اظهر أن مقدار العجز (2628086) تريليون دينار في حين أن مجموع المستحقات بذمة الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية بلغ (1654298) تريليون دينار وقد بلغ الفرق بين مقدار العجز بموجب كشف الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية ومجموع مبالغ المعاملات الخاصة بمستحقات المجهزين وأمانات الضريبة بمقدار (973788) مليار دينار في حين كانت الوزارة قد بينت حاجتها الماسة لتأمين مستحقات التجار موردي المواد الغذائية من القطاع الخاص التي تجاوزت الحنطة والشعير للموسم الحالي البالغ (233) مليون دولار (والمبالغ التي تستحق بذمة الوزارة لمسوقي الشلب المقدرة بـ (350) مليون دولار، علما أن وزارة التجارة تمكنت من تأمين قرض مقداره (250) مليار دينار للشركة العامة لتجارة الحبوب لتسديد العجز في مستحقات مسوقي المحاصيل الزراعية المحلية دون بيان ما تم صرفه فعلا من هذا القرض ولم يجر تزويد ديوان الرقابة المالية بالعجز الخاص بالشركة المذكورة. (2) قيام وزارة التجارة بصرف المستحقات إلى المجهزين عن المواد التالفة غير الصالحة للاستهلاك البشري مجموع مبالغها (15091717) مليون دولار و (421419) ألف يورو.(3) قيام الوزارة بشراء كميات من مادتي الزيت والدهن الصلب في سنة 2008 تزيد عن الحاجة للسنة المذكورة بمقدار (813178) طنا بسعر (2400) دولار للطن الواحد بالنسبة لمادة الزيت، في حين أن سعر المادة سنة 2009 (1335) دولارا للطن، الأمر الذي ألحق ضررا كبيرا بالمال العام من جراء سوء الإدارة والخزن وعدم استخدام التخصيصات المرصدة لمفردات البطاقة بشكل متوازن. (4) وجود كميات من الزيوت النباتية الواصلة إلى ميناء أم قصر خلال الأشهر (آذار، مايس، حزيران، تموز) لسنة 2009 مجموعها (30549) طنا، التي يبلغ نهاية صلاحيتها للاستهلاك البشري لغاية 2010 متوقف استلامها من قبل الشركة بأمر وزير التجارة بتاريخ 2/12/2008، على الرغم من قيام الشركة بإطلاق (90%) من أقيام الشحنات الواصلة إلى الميناء والبالغ مجموع مبالغها (51482541) مليون دولار.(5) تعرض كميات كبيرة من مفردات البطاقة التموينية للفقدان والتلف من قبل الشركات الناقلة بلغ مجموع أقيامها (107) مليارات دينار تعود للشركة العامة لتجارة المواد الغذائية و (30) مليار دينار تعود للشركة العامة لتجارة الحبوب . فما تقوم به وزارة التجارة من خلال ما ذكرنا لا يمكن أن يخدم مصلحة الوطن والمواطن بل هو تلاعب وإهمال مقصود وواضح وأمام العيان ( الحكومة العراقية ) . ولا ادري لماذا لا تقوم الجهات المختصة والمسؤولة بإيقاف هذه التجاوزات ومحاسبة المقصرين حتى يتم تقليل حجم الخسائر في الميزانية العامة . والاهم من ذلك القضاء على التلاعب بحياة المواطن العراقي من خلال إدخال المواد الغير صالحة والمنتهية الصلاحية وتوزيعها ضمن مفردات البطاقة التموينية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك