صلاح جبر
بعد سبعة عشر عاما التقيت صديقا لي غادر العراق بسبب الظروف التي مر بها العراق إبان فترة النظام السابق من الظلم والقتل والتمييز الطائفي بين مكونات المجتمع الواحد وهذا ماجعل البلد جحيما فّر منه الكثيرين وصديقي هذا واحد منهم ! وبعد أن التقيته اعتقنني بحرارة وتبادلنا التحية بكلمات تخللتها العبرة والحنين حبسنا فيها الدموع وادعينا الجلادة لأننا لسنا وحدنا فنحن بين أهله وبعض من أصدقاءنا .ثم جلسنا وتبادلنا أطراف الحديث ولعلمه باهتماماتي بالأوضاع السياسية سألني عن تغيير النظام ؟وهل هناك تغير في الأوضاع ؟فأجبته نعم هناك تغير فليس هناك رجل امن يراقب حركاتك ولحظاتك وليس هناك بعثي ينظر أليك انك عميل أذا مارست طقوسك العبا دية وهناك أعلام تستطيع أن تعبر به عن رأيك في وضوح قد تدفع أحيانا ضريبة آرائك ولكن بصورة عامة هناك حرية تعبير لاتوجد في المنطقة بأسرها ، فرد علي هذا جيد ولكنني ذهبت إلى بيتنا القديم لأرى أصدقائي في مدينة الصدر فساءني ما شاهد ت من أنها لازالت كما تركتها منذ عقدين من الزمن ! بل أنها ألان تشهد ازدحاما سكانيا خطيرا فالبيوت تحولت إلى أربعة أقسام يعني بيت والربعة بيبان ! على الرغم من مساحة بيوت المدينة فهي (150)متر !يا أخي ليش ميشترون بيوت ؟ وبينما نحن في حديثنا كانت نشرة قناة الحرة تبث خبرا صرخ احد أصدقاءنا بنا رجاءا استمعوا قليلا أصغينا الى الخبر وتبين أن مجلس الوزراء المؤقر اتخذ قرارا شجاعا كما وصفه أمين العاصمة! بعدم تحويل الارا ضي الزراعية إلى سكنية لان العراق بحاجة إلى أراضي زراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية بعد أن بدء يستورد حتى الخس من سوريا !فالتفت احدهم إلى صديقي وقال :أتفضل أيريدني اشتري بيت هو ارض زراعية اشتريتها بشق الأنفس ولازلت مطلوبا عليها وبنيت بها غرفة وملحقاتها بمادة البلوك لان بناتي كبرن استحقن زواج وولدي كذلك وهسه راح يشيلوني منها !فتأثر صديقي كثيراً وبدء بالحديث عن كيفية تقديم المساعدة من النظام الأمريكي إلى اللاجئين من جميع دول العالم بتأهيلهم وتقديم لهم سبل الذوبان في المجتمع الأمريكي من قبل تعليم اللغة والدعم المادي حتى يستطيع اللاجئ أن يعتمد على إمكانياته في العيش بكرامة تذهب عنه مذلة الغربة والغريب ان سياسة النظام السابق في محاربة الفقراء لازالت ولازال الفقير يتعرض للسحق اليومي الممنهج من قبل الدولة لغياب مفهوم الدولة فالدولة يفترض أن تحتضن أبناءها ولا تسعى لتشريدهم يعني أني مقرر أن انهي رحلة الغربة وأعود إلى بلدي ولكنني بعد هذا الخبر الذي يهدد الوطن الصغير للإنسان وهو البيت قد قلب تفكيري راساً على عقب فمجلس الوزراء الذي عطل الكثير من القرارات التي تنهض بحياة المواطن يقرر إرباك حياة الفقراء قبل أن يضع حلولا ناجعة لازمتهم،أذن فمجلس الوزراء يحارب الفقراء!!
https://telegram.me/buratha