علي حميد الطائي
في عراقنا الحبيب ثمة أعياد كثيرة ولكنها وللأسف مما يخشى الناس حلولها لاانها تجلب الهم والغم بدلاً من أن تجلب الفرح والسرور .ولسنا هنا بحاجة الى دليل والجميع من الاباء والأمهات يعرفون ذلك وبصورة خاصة عندما يحل علينا عيد الفطر والأضحى المباركان .أما بداية العام الدراسي الذي يفترض أنها العيد الثالث حيث يذهب الأولاد الى مقاعد الدراسة ليتزودوا بالتربية والعلم فهي مصيبة أخرى فمطالب الدراسة اكبر من أن تستوعبها ميزانية كبرى فما بال العامل الذي يعمل في يوم ويستريح في عشرة ؟فمن أين يأتي ذلك المسكين بالكتب والدفاتر واللوازم والملازم الأخرى وهو (يادوب يكدر على توفير لقمة العيش ) وأي راتب يمكن أن يستوعب كل هذه التجهيزات ؟فهل ثمة طريق آخر أمام الموظف غير الانحراف والارتماء في أحضان الرشوة وكل مظاهر الفساد الأخرى ليوفر لأبنائه أقساط المدارس الأهلية والمدرسين الخصوصيين التي باتت مصيبة أخرى كانت قد وقعت على رؤوس كل الذين لم يكن بوسعه أن يمدوا أيديهم الى المال الحرام أو يلجئوا الى عصابات الإرهاب ليغتنوا بما فضل عليهم قادة الدول المجاورة من نعمة ليس لها حدود .أما أذا كان بين الأبناء من هو أو هي في الجامعة فالمصيبة أعظم فهناك تتفتح أبواب البلاء كلها فهناك(مزرف)رفيع لكنه لايبقى ولا يذر وكل ذلك من اجل أن يسقط الأبناء الشهادات ويجلسوا في البيوت أو يصبحوا (سواق تاكسي) أسوة بمن سبقوهم فيتهاوى الحلم وتنتهي الجهود الكبيرة الى مزابل التاريخ .فمن يعين الاباء المساكين على هذه المصيبة ومن يدخل السرور الى قلوب الأمهات الحائرات، فيرون أولادهن وقد ارتدوا مايرتديه ابن المسوؤل الفاسد أو التاجر الجشع ومن على شاكلتهما ؟وهل الحكومة عاجزة على أن تنفق جزءاً يسيراًمما يذهب الى جيوب اللصوص الكبار والصغار؟ لااعتقد أن في الأمر مما يسميه بعض المتحذلقين بأنه أشكال شرعي ، ويا حبذا لو وجه بعض المحسنين صدقاتهم ونذورهم ومما ينوون التقرب به الى الله سبحانه وتعالى الى ناحية المحتاجين الى طلبة العلم فيكفلوا أمورهم وينفقوا عليهم مما رزقهم الله .فمن البر أن تمكن طفلاً أو شاباً من الحصول على المعرفة ففي ذلك ثواب واجر عظيم مما يجده من ثواب .فهل من مبادر الى رضوانه تعالى فيرزق معه من هو في حاجة الى القلم والمسطرة والدفتر والقميص والحذاء ليذهب الى المدرسة وهل ثمة من يشتري السعادة الكبرى بإصلاح مقاعد الدراسة (الرحلات المكسرة) ويعيد طلاء الجدران السود ويشمل رعايته الكريمة ساحات المدارس ومرافقها الصحية فهي مازالت وفي اغلب المدارس بلا ماء.ياحبذا ايضاً لو تفضل السادة ممثلو الشعب وقاموا بجولات ميدانية الى المدارس والجامعات ليشاهدوا الأوضاع عن كثب فربما ساعدوا إدارات المدارس على قضاء حاجات عمرها أطول من عمر النبي نوح عليه السلام ...
https://telegram.me/buratha