المقالات

حينما يسيس الفساد!

748 20:05:00 2011-10-10

احمد عبد الرحمن

لاخلاف ولا اختلاف بين مختلف القوى والمكونات السياسية والاجتماعية العراقية على ان الفساد الاداري والمالي بشتى اشكاله ومظاهره وصوره يعد واحدا من ابرز واكبر الاخطار التي مازال يواجهها ابناء الشعب العراقي.واذا لم يكن الفساد بأطاره العام الشامل اخطر من الارهاب فأنه يمثل الوجه الاخر له، والمفتاح والمدخل الذي من خلال يتم اختراق مؤسسات ودوائر الدولة، والاسواق والمدن واماكن العبادة، لازهاق الارواح البريئة وسفك الدماء الطاهرة وتدمير وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وبث الفزع والرعب واليأس والاحباط في نفوس الناس.الفساد يمثل افضل بيئة للارهاب، وهذا ما اثبتته وقائع واحداث الاعوام التسعة المنصرمة، وبغياب الفساد فأن الشرايين المغذية للارهاب تجف وتضمحل وتتلاشى.وكل من يقول ويعتقد بأن القضاء على الارهاب من دون استئئصال الفساد من جذوره وتجفيف منابعه فأنه يقع في خطأ كبير وينطلق من منطلقات غير دقيقة في قراءته للواقع واستشرافه للمستقبل.وبالفعل فأن الفساد اليوم اصبح يمثل خطرا عظيما على الدولة العراقية، ويفوق خطره خطر الارهاب، لان الارهاب يأتي من العدو وهو مكشوف لكل الناس، من حيث وسائله واساليبه واهدافه وغاياته، ولكن الفساد يأتي من داخل المنظومة السياسية والاجتماعية، وهذا ما يصعب مواجهته والتصدي اليه في كثير من الاحيان.وما يزيد الطين بله ويرفع وتيرة المخاطر والتحديات، ويزيد من صعوبة الحلول والمعالجات هو حينما يصدر الفساد من مسؤولين كبار في الدولة، او يتم التستر عليه من قبل البعض منهم، او يقوم البعض بتسييسه واستغلاله لتحقيق مكاسبة سياسية خاصة بعيدا عن المصالح الوطنية العامة.ومثلما يقول رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم "ان الفساد حينما يصدر من شخصيات وضع الشعب ثقته بهم وحملهم المسؤولية المباشرة او من خلال ممثليهم في مجلس النواب، مثل هذا الفساد لايمكن تبريره او الدفاع عنه لانه من ظلم ذوي القربى، وظلم ذوي القربى اشد مضاضة".والانكىو من ذلك عندما يصار الى استخدام واستغلال ملفات الفساد للتشهير والتسقيط السياسي كورقة في الصراع والتنافس، ليترك انعكاسات واثار وتبعات سلبية بدلا من تظافر الجهود والمساعي لاحتوائه والقضاء عليه.من يريد ان يصحح الاوضاع الخاطئة، ويقضي على السلوكيات والممارسات المنحرفة، ويجفف بؤر الفساد ويقطع دابره لاينتهج وسائل واساليب خاطئة وسلبية، اذ انه من غير الصحيح بالمرة تصحيح الاخطاء بأخطاء اخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك